معذّبها قصيدة للشاعر السوري سليم عبد الله بابللي
(( مُعذِّبُها ))
بقلمي من البحر البسيط
سليم عبدالله بابللي
===============
جفنٌ إذا بانَ بانَ الحُزنَ في الحَدَقِ
و الدمعُ في وردِهِ يزدادُ في الألَقِ
و القلبُ في لهفةٍ لَفّت تَساؤلَهُ
ما بالُها ظبيتي حَمَّالةَ الوَدَقِ
يا دهرُ ماذا جرى في بُرهةٍ وَمَضَتْ
حتى نرى ما نرى في الغصنِ و الورقِ
أدمَت فؤادي عندما مالت بغمزتها
نحو الغريمِ بليلٍ آخِرَ الرَّمَقِ
والنارُ سارت بِرَكبِ الآهِ مِنْ شفَتي
مِنْ ضِحكةٍ خالَطَتْ للشّؤمِ بالهزَقِ
قادت جحيمَ النّوى في رقصةٍ سلكت
تلوي بها رأسها مختالةَ الحَلَقِ
ذاك الذي أُبهِرت أضواءُهُ عبثاً
فازَ الغريمُ و ضاعَ العشقُ في الطَّبَقِ
يا دمعُها أفتِنا أسبابَ لوعَتِها
العينُ أخفت لها في مُنتهى الحَذقِ
إيّاكَ توريةً أو تنزوي خجلاً
فالوهنُ بادٍ بها من كثرةِ الأرَقِ
هل أخلفَ الملتوي وعداً كعادتِهِ
أم أنّ حُلمَ الهنا قد ضاعَ في الزلَقِ
أم أنكر المُحتفى آلاءَ مُنقِذِهِ
إبّانَ ما حالُه آلَتْ إلى الغرقِ
أو رُبّما كوفِئت عينٌ بدمعتها
مِنْ مُترفٍ عابِثٍ حازتْهُ في السَّبقِ
كم كانَ بادٍ لها نُصحاً و في وَضَحٍ
ما كانَ مِنْ فَجرِنا عن مُدلسِ الغسقِ
ما زادني حيرةً أنّاتُ من تركت
خلفَ الرّهانِ و رَهنَ السُّهدِ و القلقِ
قولُ الغريمِ و حالُ البُؤسِ تَكلؤه
أوفى جواباً لِما قد كُمَّ مِن حنَقِ
ما دُمتَ أنت الهوى والقصدُ ما رسَمَت
ما حاجةُ العِشقِ في دوّامَةِ الصَّفَقِ
أو أن تداوى جِراحَ الغيرِ مِنْ دَمِنا
في غيرةٍ فَظَّةٍ منزوعةَ الشَّفقِ
أولى لها قولُ ما في سِرِّها عَلَناً
تحيا قلوبٌ جرى في الوجهتينِ نقي
كم رميَةٍ أُجهِزَت أو بُرعُمٍ بُتِرَت
مِن مُطلِقٍ مُشبَعٍ بالجهلِ و الحمقِ
مهلاً تَرَوّى في البلاءِ إذا بدا
لا سطوةً قد تُرى للحِلمِ في النَّزَقِ
يُبنى جميلُ المُنى في بيئةٍ رَسخَت
فيها المناقبُ مِنْ حُسنٍ و مِنْ نمَقِ
إن أَغلَقَتْ دَربُنا أَبوابَ مقصَدِنا
فامنن علينا بها يا صاحبَ الفَلَقِ
سليم عبدالله بابللي
تعليقات
إرسال تعليق