الأم . قصيدة للشاعر السوري أحمد طاطو
الأُمّ
إنـّي أَلوذُ بقلبيَ الخَفَّاقِ
لضلوعِ أمّ آثرتْ إِغْداقي
بحنانها ودعائها حتى غدتْ
بالرّفق تهزمُ صَبوةَ العشاقِ
وتَزورُني أحلامُ طفلٍ هائمٍ
تَسبي بِطُهرٍ نشوةَ الأشواقِ
شوقٌ إلى زَمنِ الطفولةِ شَدَّني
حتى ابتُليتُ بلَوعةِ الـمُشتاقِ
بعد التَّبَصُّرِ لمْ أجِدْ ندّاََ لها
ذات الحنانِ جَليلة الآفاقِ
كلُّ العطايا لا تَفِيها حقَّها
لو رُصِّعَتْ باللؤلؤِ البَرّاقِ
أَلِفٌ وميمٌ ثمَّ ياءٌ أَشعَلَتْ
ناراََ تلظَّتْ ألْهَبَتْ أعماقي
هذي حروفٌ قد حَيِيتُ بوَصلِها
وبرسمِها كمْ زُيّنَتْ أوراقي
هي مُهجَةُ الرُّوحِ التي أحيا بها
وسَفيرةُ الأنفاسِ في ميثاقي
إنْ نِلْتُ مَجداََ هَلَّلَتْ مَزهوَّةََ
وتَفاخَرَتْ والدَّمعُ بالأحداقِ
أو كبَّلَتني النائِباتُ بقَيْدِها
جاءَ الدُّعاء مُحَطِّماََ لوِثاقي
شمسُ الصَّباحِ تَوَسَّلَتْ بضِيائِها
من نورِها قدْ آثَرَتْ إشراقي
الأمُّ تحملُ للعِبادِ رِسالةََ
تَسمو بِهمْ بمَشيئَةٍ الخلّاقِ
الأم هَدْيٌ للورى بخِصالِها
إنْ قُوِّمَتْ تُغنيكَ عن إخفاقِ
وقَدِ اصطفاها رَبُّنا بأمومةٍ
وفضيلةٍ ومَكارمِ الأخلاقِ
هي للأنامِ شَفاعةٌ بِدُعائِها
تَشفي سُقاماََ دونما تِرياقِ
إن رُمْتَها أَقْبِلْ وقَبّلْ رأسَها
إن أَوْمأتْ فتَوَلَّها بعِناقِ
في بِرّها سَتنال كلّ مَثوبَةٍ
بِعُقوقِها ستُثاب بالإملاقِ
إنَّ الحياةَ لَتَسْتَقيمُ ببرّها
لا تَستَقيم بِلَجَّةٍ ونِفاقِ
أحمد طاطو
تعليقات
إرسال تعليق