كنه الحنان.. قصيدة للشاعر السوري محمود علي علي
كنه الحنان
""""
أمّاه ياكنه الحنان مع الوفا
ياكلّ كلّي والوجود بذاتي
يانفحة العطر الشذيّ مع اللمى
يابدر تَمٍّ ٍفي علا السمواتِ
ياروضة الأحلام يامسكا همى
وعبيره قد عمّ في الدوحاتِ
ياأنت ياست الحبايب والمنى
يانجمة لمعت بليل عاتِ
ينبوع عطفٍ لا يجف مداده
تحنو وإن هرمت على الفلذاتِ
فعطاؤها كالسلسبيل مذاقه
لاقتر فيه كدجلةٍ وفراتِ
راووقه الشهد المصفّى بلسم
ياطيبه من بلسم الآهاتِ
تسقيك من نسغ الحياة برشفة
سلسال عذب صافي القطراتِ
سرّ الحياة قد استقام بكونها
من غابر الأيام والسنواتِ
بانت عن الأقران حتى قد بدت
بصفائها في العين كالمرآةِ
نور الهدى نبراس كل مفازة
إن حاق مكر ظلامها بشتاتِ
تاج الأكاسرة الملوك على المدى
وتبهرجت كالدر في العتباتِ
تعطي عطاءً غير مجذوذ ولا
ممنون أو ممنوع بالأوقاتِ
تعطي بيمنى حيث لا تدري بما
قد قدمت يسرى من الخيراتِ
تهدي عطور الند من نفحاتها
وتمنطق الكلمات بالبسماتِ
تحنو على طفل تهدهد صدره
وتخفف الآلام باللمساتِ
وهناً على وهنٍ تراها حُمِّلت
حتى تكامل وضعها في الآتي
عانت من الليل المقيت بطوله
والطفل يحلم راح بالغفواتِ
ردحت على طرف السرير تسمّرت
ما كلّ جفن العين بالسهراتِ
أمّت على كلِّ الخليقة في الورى
لا شيء ماثلها بمحو الذاتِ
أكرم بها لا ترخص الصدر الذي
لباك يوماً خالص اللبناتِ
طلع نضيد تجتني ثمراتها
مَنْ برّها قد فاز بالجنّاتِ
لاتنطقنّ الأُفَّ في حضراتها
واحذر فديتك هادم اللذاتِ
ربّاه عفوك عن فقير مدنف
فاغفر وتب ياغافر الزلّاتِ
آويت ظلّك يوم لا ظل ولا
من منجدٍ إلّاك في الفلواتِ
فارحم عبيدا في فنائك أُلحفوا
ياقادر ياراحم العبراتِ
بقلمي ـ محمود علي علي
تعليقات
إرسال تعليق