معلقة طيف الحبيبة .. قصيدة للشاعر السوري د. زعل الغزالي
🌹معلقة طيف الحبيبة🌹
وإذا ظمأت لرؤيةٍ وتلاقِ
ما لي سوى طيفِ الحبيبةِ ساقِ
وإذا مَررتُ بحيِّكم وقت الضُّحى
تتسارعُ النبضاتُ في خفَّاقي
حسناءُ تحسبُ وجهها وكأنّهُ
بدرٌ ينيرُ بروعةِ الإشراقِ
من بعد صفوٍ للحياةِ وطيبها
عزّّ السَّلامُ إذا دنَت بتلاقِ
أرخت على عينيها رمشاً ناعساً
ذرَّت لهيبَ العشقِ للعشَّاقِ
تاللهِ إنَّ عيونَها لسواحرٌ
هل للوقايةِ من هواها واقِ
واللهِ إن القلبَ مفتونٌ بها
والوجدُ يَغلي زادَ في إحراقي
مهما نظمتُ من القوافي إنّها
ما عبَّرَت عن لوعةٍ وفراقِ
وإذا مَررتُ بأرضِها وديارِها
تغدو لخفَّاقي كما التّرياقِ
يا حسَرتي من نارِها وغرامِها
يكوي فؤادي يبتغي إرهاقي
ناجيتُها بقصائدي وبأحرفي
وبأدمعٍ فاضَت من الأحداقِ
و على القوافي بُعثِرَت أقلامُنا
فتعطَّرَت من طيبها أوراقي
كلٌّ على ليلاه باتَ مغنِّيّاً
زادَت أحاديثُ الهوى أشواقي
أنا كلما حاولتُ نسيانَ الهوى
في بحرِ حبِّها قرَّرَت إغراقي
لوعاتُ حبِّي في فؤادي أشعلت
لا لن يداويها طبيبٌ راقِ
إذ كيفَ يبرأ من تباريحِ الهوى
من ذاقَ علَّةَ لوعةِ الأشواقِ
هذا انسكابُ الدَّمع في عيني همى
والسُّهدُ في الأجفانِ في إيراقي
يا ليتَ روحينا تذوقانِ الهنا
كي نلتقي في ضَمَّةٍ وعناقِ
لا يستلذُّ الصَّبُّ جفوةَ حبِّهِ
إن جدَّ بالأحبابِ قربُ فراقِ
من بعدِ طيبِ الملتقى وصفائهِ
هلّا رأيتَ الحزنَ في أحداقي
وبأيِّ سهمٍ قد رميتَ حشاشتي
متسارعاً يمضي إلى أعماقي
أسرعتَ في ممشاكَ تنتهب الخطا
هل كنتَ حقّاً ذاهباً للحاقي
إذ قد تبادلنا أحاديثَ الهوى
وبنظرةٍ كانت كما العشَّاقِ
لا أدري هل حبلُ المودَّة بيننا
في عروةٍ وثقى من الميثاقِ
لا لا يطاقُ الصدُّ، يوجبهُ الهوى
صدُّ الرَّشا واللهِ غيرُ مطاقِ
سلطانُ حسنٍ قد أحلَّ مواجعي
متفنِّناً في سطوةِ الإرهاقِ
كم أنتَ حرٌّ لا يقيِّدُكَ الهوى
وحكمتَ جوراً إذ شددتَ وثاقي
ما كان في قلبي لأشواقِ الهوى
زادَ الهوى ويَزيدُ في إحراقي
لكنَّ أشواقي لمَرأى غادتي
لحظ السَّنا والنّورِ والإبراقِ
راحَ الفؤادُ يَزيدُ في خفقانهِ
والرُّوحُ طارَت في مدى الآفاقِ
ربّاه ما هذا الجمالُ وهبتَها
متلألئاً من زينةِ الإشراقِ
قد أشرقَت والعينُ ترقبُ نورَها
وكذا الورودُ لزينةِ الأعناقِ
وتَمايَلت والعينُ تَرقبُ خطوَها
ضوعَ النَّسيمِ وميسةَ الأوراقِ
لو كنتُ مشتاقاً فتلكَ مصيبتي
قربَت فهل لمصيبتي من واقِ
إنّ انسكابَ الدَّمعِ أضنى مقلتي
إنّ التهابَ الضِّلعِ راقٍ راقِ
أنا مذ كتبتُ عن الدّموعِ قصيدتي
مُزِجَت دموعُ الشِّعرِ بالأوراقِ
فمن الدّموعِ كتبتُ كلَّ قصائدي
في كلِّ حرفٍ قصَّةُ العُشَّاقِ
قَدَري بأنَّ الحبَّ أضنى خافقي
قد فجَّرَ الأشواقَ في أعماقي
غطَّيتُها بالصَّبرِ يقطرُ ماؤه
والصَّبرُ مُرٌّ جارحُ الأعناقِ
وسبَت فؤادي نظرةٌ من عَينِها
وجمالُ حسنِها آخذٌ بالباقي
بقلمي د.زعل طلب الغزالي
تعليقات
إرسال تعليق