في بلدي. قصيدة للشاعر السوري أحمد طاطو
في بَلَدي
في بَلَدي شَعْبٌ مُستَعْمَرْ
في بَلَدي بَطَرٌ أو فَقْرٌ
ومَلامِحُ طُوفانٍ أَكْبَرْ
في بَلَدي ذُلٌّ يَسْتَفْحِلْ
يَحميهِ قانونُ ال(قَيْصَرْ)
في بَلَدي شعبٌ مقهورٌ
محرومٌ من قِطعةِ سُكّرْ
أطفالٌ تَبكي مِنْ جُوعٍ
ونِساءُ ثَكالى وشُيوخٌ
ورجالٌ اِغتِيلوا ظُلْماً
أنجاسٌ قَدْ قَتَلوا العَسْكَرْ
وكِلابٌ شارِدَةٌ سُعِرَتْ
تَنْهشُ في جُثثِ الأحرار..
تَتَقفَّى جُثَثَ الأطفال..
تأكلُ أشلاءً لرجالٍ
ذادُوا عن أَرْضٍ
أو عِرْضٍ
أو أمْنٍ عَمَّتْهُ الفَوضى
في بَلَدٍ أنْهَكَهُ الأزْعَرْ
أوغادٌ باتُوا أسياداً
نَهَبوا ثَرَواتِ مَناطِقِنا
وانتَهَكوا كُلَّ الأعْرافِ..
فَقَدوا الإحساسَ وهَيْبَتَهُمْ
تَبصقُ في سَحْنَةِ واحِدِهِمْ
فيَقولُ سَحاباً قدْ أَمْطَرْ
في بَلَدي عاداتٌ رَثَّة..
تَتَحَكَّمُ ظُلْماً بالناسْ
ورؤوسٌ فَقَدَتْ هامَتَها
وتراها بالنَّعلِ تُداسْ
ونِهايةُ حلْمٍ وَرْدِيٍّ
كمْ زُرِعَتْ فيهِ آمالٌ
لَكِنْ قَدْ جَفَّ وما أَثْمَرْ
آهٍ بَلَدي
آهٍ يا حُضْناً يَتَفَتَّتْ
آهٍ يا حِصْناً يَتَهاوى
ونَبيذاً من لونِ دمائي
أسْمَتْهُ كلُّ الأديانِ
(الخَمْرَ المُنكَرْ)
آهٍ مِنْ خَوفٍ يَتنامى
يُلْهِبُ أوصالَ جَوارِحِنا
نارٌ تَجْتاحُ قَضايانا
تَلْتَهِمُ اليابِسَ والأَخْضَرْ
في بَلَدي مُحتَلٌّ أحمَقْ
إرهابٌ فاشيٌّ أخرَقْ
وفسادٌ في كلّ مَكانٍ
الجائِرُ فِينا يَسْتَعلي
والبائِسُ غُبْناََ يُسْتَحقَرْ
ورؤوسٌ تَتَدَحْرَجُ بَغْياً
ورِقابٌ كَيْداََ كمْ تُنْحَرْ
يا عِشقاََ باتَ يُؤَرِّقنا
يَتَنَكَّرُ لِلَّوْنِ الأَحْمَرْ
القلبُ جَريحٌ يا بَلَدي
الفِكْرُ شَريدٌ يا بَلَدي
وفؤادي خِزْياً يَتَحَسَّرْ
هذي مَملَكَتي مُنهَكَةٌ
أحلامي فيها تَتَبَخَّرْ
أنفاسي باتَتْ مُجْهَدَةً
تتنشَّقُ رائِحَةَ المَوتِ..
بدلاََ مِنْ رائحةِ العَنبَرْ
هذا التاريخُ يُعاتِبنا
هذي الأقلامُ تُعاقِبنا
ودِماءُ عروبتنا الوُثْقى
من نَزْفِ جِراحِكَ
لنْ تَسْكَرْ
قانونُ الغَرْبِ سَنَهْزِمهُ
وقيودُ الذُّلِّ سَنَكْسِرها
وَسَتَعْلو أصواتٌ تَصْدَحْ
فَليَسْقُطْ قانونُ ال(قَيْصَرْ)
أحمد طاطو
تعليقات
إرسال تعليق