مدائن الروح .. قصيدة للشاعر السوري أبو مظفر العموري رمضان الأحمد
مدائن الروح
...............
قالَتْ: أَراني أُمَنِّي النفسَ بالأمَلِ
يا مَن هواكَ تَعَدَّى حاجزَ الغَزَلِ
مدائنُ الروحِ صاحَت من حناجرِها
خذني إليكَ وعانِقْنِي على عَجَلِ
أيقِظْ خلايايَ في سَبتِي لتجعلَني
أُنثى مُجَرَّدَةً من عقدةِ الخَجَلِ
وانزَع من الصمتِ آهاتي لتُغرِقَنِي
في بحرِ عشقٍ فلا أخشى من البلَلِ
واطفِئ ضياءَ نهاري كي يُضافَ إلى
ليلي وَشُقَّ قميصَ العشقِ مِن قُبَلِ
وَلتَبقَ في عَتَباتِ الليلِ لي قَمَرَاً
يُداعِبُ الجفنَ كي يَنأى عَن المُقَلِ
مدائنُ الروحِ.. بحرُ العشقِ يحضُنُها
مَدَّاً وَجَزراً بِقلبٍ مُدنَفٍ تَبِلِ
بعضُ الغرامِ جنونٌ لا حياءَ بهِ
فلا تَلُمنِي إذا جُرِّدتُ مِن خَجَلي
خذني إليكَ وعانق كلَّ جارحةٍ
أو فاخرُجِ الآن كَي أسعى إلى أجلي
هربتُ من جلديَ العُذريِّ من لَهَفِي
وصرتُ أهوى مجونَ الشعرِ في الغزَلِ
لا تَلعَبَنَّ بِأَعصابي وَتترُكنِي
إن كُنتَ صَبَّاً فَلا تَلجَأ إلى الكَسَلِ
أطفِئ لظى النارِ من قلبي ومن جسدي
فأكثر الناس تطفي الهمَّ بالثَمَلِ
إنِّي ابتُليتُ بِعِشقٍ مُهلِكٍ كَبِدي
كما ابتلاءِ ضُمورِ الخصرِ بالكَفَلِ
كُن لي كَمَا الصقرِ يَقسو في تَلَهُّفِهِ
فالجَدُّ أنجعُ في اللقيا مِن الهَزَلِ
لا تَعجَبَنَّ من الأُنثى فَمَعدَنُها
مِنَ الرحيقِ وَتَهوى قسوةَ الرَجُلِ
......................
أبو مظفر العموري
رمضان الأحمد.
تعليقات
إرسال تعليق