رسائل العشق الممنوع من العرض.. نص للكاتبة ثراء الجدي من سورية

 .. رسائل العشق الممنوعة من الصرف..


 .. الرسالة الرابعة عشر ..


(مت بالعشق شنقاً باللهفة على أن تبقى حياً كمومياء لا روح فيها) .

        ****

كحال كل الغرباء 

بين ذكريات مرة

 وآمال بحجم القلوب ومقدرات لا ترحم وأقاويل من هنا وهناك جميعهم كانوا يخبرون عابر الوقت بأن يداً واحدة لا تصفق، كنت أضحك بسري وأقول على العلن .. ربما ؟؟

ولكن بقرارة نفسي كنت على قناعة تامة بأن يداُ واحدة تصفق كلما عبثت الريح بأوراق الشجر وكلما عصفت بداخلنا زوابع الشوق ونبتت مخالب أظافرنا على أوتار التنهدات، فما زالت على أصابعي بصمة الشهقة المحترقة ووشاح مصلوب على عنقي بعقدة المشنقة لأفك رموز تلك الآهات المتقاطعة فلو استطعت أن تحل عقدة وشاحي لانصهر جيدي على شفتيك كحمم بركان متطايرة وكنت نخرت عظام المساء بسوس العشق المعجون بلعاب اللهفة لكن وجهك كان شاحباً وعيناك جاحظتان .. شاخصتان عبر ردهات المدى كمن غرق ببحيرة ملأتها طحالب الندم على ما فات من سنين غفوة العمر لتمتطي قارب نجاة الأمل من جديد وترفع أغصان يديك متضرعاً إلى السماء منادياً ذاك اللهب الرباني، سامعاً قرع أجراس لذة ليلك الممزوج بالشك بعد هذا اليقين وأنت تدغدغ بصحوة نومك تلك الأطياف الخفية وتشبع نهمك من نسيم هبوب الشهوة المنقرضة فتصاب بتخمة الفيزيولوجيا التي مزقت ثوب الأرض ،فتستنشق الزهور الماطرة نحيب الغيوم المضرجة من شهيق السماء وتغسل وجه الشمس بسائل لزوجة التجارب وتهمس تلك الثقوب في أذن تماثيل الآلهة لتنهض حياة مفعمة بالعطاء وتبقى للستائر بريق النجوم والأسرار الغامضة لتمزق نحرك وتختم سيرة الرسالة بالسلام والإكرام على روحك حين كنّا عراة الحب من الداخل فأي شيء يجاري شبق حلمك العذري حين فزت بالشمس وخسرت نجمة ليلك على بعد ميل من الغفران الإلهي، أنت ابن اليراع تلدك القصيدة من خاصرة الحبر فيكتبك الحرف ألم ووجع قافية التباشير . فهناك نوع من الإدمان لا يمكن الشفاء منه إلا بأخذ جرعات متتالية من أفيون الحب فعدد شعيرات العشق التي تملأ رأسك أكثر بكثير من عدد شعيرات رأس عاشقك برغم ذاك الشيب الذي ملء فكرك ، فهل ستتحمل تلك التقلبات التي غيرت مزاج العمر وعكرت صفو ليلة مساءك ، إذاً ما عليك سوى أن تقاتل بشراسة فارس أعلن انتصاره قبل بدء المعركة ومضى ليكتب على راية نصره ، سأبقى أحارب فقراء الروح من أجل حفنة حب . 


       عم مساءآً يا حاء الحب. 


                     بقلمي/ ثراء الجدي


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن