وطني جمالك .. قصيدة للشاعر السوري ياسين عزيز حمود

 وطني جمالُكِ

وطني جمالُكِ ليتَ لي إلاّ جمالُكِ موطِنا

كالوردةِ الحمراءِ يســبحُ في شذاها المُنحنى

وطني جفونُكِ كالمراعي عطّرَتْها الميجنا

ألقيتُ رأسي.....هانئاً كمْ كانَ حُسْنُكِ فاتنا!

 

أُصغي إلى دقّاتِ قلــبِكِ هامساً : لو أنّنا!

نبقى وتخضرُّ الرُّؤى  رغمَ الدُّجى في كوخِنا

وتكادُ تُسكرُني المُنى والزَّهرُ يضحكُ حولَنا

ونسيرُ ظِلاًّ واحِداً , والعِطرُ يتبعُ ظِّلّنا

وخُصَيلةٌ مِنْ شعرِكِ النَّــشوانِ تسبحُ كالسَّنا

يا ليتنا نحيا على وهمِ اللّقا ,  يا ليتنا !

وطني عيونُكِ كالمراعي عانقَتْها الميجنا

سأظلَّ أسرحُ هائماً في مرْجها , ومُدندِنا

والذكرياتُ عَواطرٌ .. كوخُ الهوى في روضِنا

أنا كالرَّبيعِ مُسافِرٌ وطني الدُّنا كلُّ الدُّنا

وكغيمةٍ شقراءَ عانقَتِ الرُّؤى في أُفقِنا

لأُناجيَ الرّيحانَ والأوهامَ .. أجني السَّوسنا

وألوذُ بالذِّكرى لتندى غربتي.. بعذابِنا

وإذا بصوتِكِ هامسٌ كاللحنِ يخطُرُ واهنا:

أيغادِرُ الوردَ الشّذا - يا مُنيتي-  في غابِنا؟!

ويذوبُ جفنُكِ عاتِباً كالآهِ في وتَرِ الغِنا

لا ترتحِلْ مِن ْ عَالمي , إنْ ترتحِلْ تبكِ المُنى

تبكِ السُّنونو مثلنا ومرابعٌ مِن عُمرنا

أنا يا حبيبي لمْ أكُنْ ...وتكادُ تُبكينيْ .. أنا..

أنا لو علِمْتَ ضحيّةٌ ..والجرحُ في قلبي هُنا

وأهيمُ وحدي شارِداً , مُتعثِّراً .. في دربِنا

أمضي ويطويني الشتاءُ بلا دليلٍ , أو سنا

في غابةٍ مهجورةٍ - يا حسرتي - كانَتْ لنا

أمضي ,  وهمسُكِ ضارعٌ : يا شاعِري ! لا تنسنا

ياسين عزيز حمود



تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن