إلى بلدتي .. قصيدة للشاعر السوري ياسين الابراهيم

 إلى بَلْدتي ( تَلّجديد ) الّتي أهْدَتْني النورَ والحَرفَ في ذكرى 

(ميلادي) عربونَ مَحبّةٍ ووَفاء :

ومُنْذُ افتَرَقْنا لم أَذُقْ طَعمَ مايُرضي

 فبَعضِيَ في أرضٍ وفي أرضِهابعضي

تَهادَتْنيَ الأيّامُ في كُلِّ وِجهَةٍ  

 وجُبْتُ بِقاعَ الأرضِ بالطّولِ والعَرضِ   

وما زُرتُها إلّا لِماماً ولم أَجِد-

       على قُربِها- دَربِاً إلى تَلِّها يُفْضي

ويَسكنُني منها حَنينٌ لِصُحبَةٍ

     وشَوقٌ لِتاريخٍ فَهَلْ عَنْهُماأُغْضي؟

وكم كان بي وَجدٌ لِهَمْسِ طُيورِها

         وتَأْتينِيَ الأخبارُ أشْبَهَ بِالوَمْضِ

فروحي بها هامَتْ وذابَتْ تَفاعلاً

 كَفِعلِ أساسٍ في المُرَكّبِ مِنْ حَمْضِ

مَكانتُها عندي اهتِماماً ورِفْعَةً  

      مَكانةُوُسْطى عندَ مُلْتَزِمِ الفَرضِ

لَقَدأقْرضَتْني النورَ والحرفَ والهوى

  أَلَيْسَ عَليَّ اليومَ تَسديدُ ذاالقَرضِ؟

                 *                *

ولمّا تَراءى التَلُّ أبْصَرتُ تَبَّةً

    قَدِ ارتَفعَتْ شَيْئاً قليلاً عَنِ الأرضِ

فَقُلْتُ كَبِرنا أم تراجعَ تَلُّنا

 وماعادَبَعدَالشَّّيْبِ يَقوى على النَّهْضِ

كِلانا بِهِ الأيّامُ حَتّتْ وما دَرى

      بِأنَّ قِطارَ العُمْرِ في غَفْلَةٍ يَمْضي

سَقى اللهُ أيّامَ الطفولةِ والصِّبا

      فَكُلّيَ شَوْقٌ أنْ تعودَ وأنْ أقْضي

ولوأنّني أُبْدِلْتُ خُلْداً بِتَلِّها

      لَجاءَ جَوابي قاطِعَ الرّدِّ بِالرّفْضِ

بِحَسْبيَ أنّي أنتَمي لِتُرابِها

    وأنَّ دَبيبَ النّمْلِ في أرضِهانَبْضي

                  *   بقلمي   *

                 حمص9/10/2021


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن