يشف .. قصيدة للشاعر حامد الشاعر من المغرب
يشُّفُ
العالم الفاني الجنون
إلى الويلات يأخذه الجنون ُ ــــــــ و تبلي العالم الفاني الشجونُ
و لا تبقي له الضوضى نظاما ــــــــ و تدفعه إلى الفوضى الفتونُ
إلى الآهات و العاهات يمضي ــــــــ و تُكثر من إعاقته السجونُ
فلا تحتاج لهجته شروحا ــــــــ بداهية يخاطبه المنونُ
فما عادت به الأنسام تشدو ـــــــــ و ما هزت مسامعه اللحونُ
غدا جسدا بلا روح و من بع ــــــــ ده الطاعون كم تسري الطعونُ
،،،،،،،
و ما يجتاحه يدمي عيونا ـــــــــ و عن أحداثه تسهو الجفونُ
و يحكي كلما يجري هطولا ــــــــ و طولا سره الدمع الهتونُ
تصير به الفتون إلى فناء ــــــــ و ما رسمت معالمه الفنونُ
و من أهواله أضنى قلوبا ــــــــ فلم تبصر قيامته العيونُ
تواري شمسه الظلماء حينا ــــــــ و حينا بدره تخفي الدجونُ
،،،،،،،
فإن يقسو على أصحابه ما ــــــــ له في المنطق القلب الحنونُ
نشك و في سلامته و كم من ـــــــــ يقين باسمه تُجْلى الظنونُ
فكيف حياته تأتي و موتا ــــــــ به تبلى الأزاهر و الغصونُ
و هل بالمال يفدى وجهه من ــــــــ لأجل بنائه خلق البنونُ
و كم في الناس تؤرقنا الدواهي ــــــــ نكون و بعده أو لا نكونُ
،،،،،،
رياح الموت عاتية نراها ــــــــ فكيف تراه بيضته يصونُ
تدور الحرب قاطبة به ما ــــــــ إلى الحركات يتجه السكونُ
غوى شيطانه و الله يهدي ـــــــــ له في خلقه دوما شؤونُ
أتت بالمعجزات حروب فكر ــــــــ يفي كاف بقدرته و نونُ
أمام عدوه الملعون تهوى ـــــــــ بحال العالم المزري الحصونُ
به ساد المجانين السكارى ــــــــ و ناغى ليله السادي المجونُ
،،،،،،
تولى أمرنا فيه الطواغي ــــــــ يهون فمن لمبدئه يخونُ
و بعد حياته كم من عَقول ــــــــ به يودي إلى الموت الجنونُ
و فينا الحرب لم توقظ ضميرا ــــــــ و تدفعنا إلى البيع الرهونُ
كتاب الحرب نقرأه و فوقٌ ـــــــــ هنا من تحتها الدنيا و دونُ
و ما تخفي رحاها الحرب عنا ــــــــ لنا تبدي الحواشي و المتونُ
،،،،،،،
و بالنيران قد دارت رحاها ــــــــ و بالأضغان تحتدم الأتونُ
يمحص قيدها القاني بذل ــــــــ مع الأقنان و الأسرى القيونُ
لنا أسبابها الشتى و فيها ــــــــ يموت الطفل و الحرم المصونُ
على مرأى و مسمع من تداعى ــــــــ فما حملت به تضع البطونُ
تميت الحرب أحياءً و تبقى ــــــــ على أشلاء من ماتوا الديونُ
،،،،،،
إلى الأجداث تنقلنا و تمضي ــــــــ فهل تهوى به الحرب الزبونُ
و بالدم تكتب الأخبار فيها ــــــ و تنبأ بالذي طهى الطاهي الصحونُ
إلى وجه طفوليٍّ فليست ــــــــ تعود مع الزبون الحيزبونُ
لقد خضنا معاركنا جميعا ــــــــ و تدعو للردى الحرب الطحونُ
و حين نضيف إيمانا إلينا ــــــــ علينا كل نازلة تهونُ
،،،،،،،،
و كم من دولة ضحكت علينا ــــــــ فشابت في مباكينا الذقونُ
و لي وطن يئن و من حصار ـــــــــ و قد سنت ملاحمه السنونُ
فحين تعيد زخرفها ربيعا ــــــــ يسر و بالخزامى الزيزفونُ
يكون فحين نمنحه سلاما ــــــــ بسر الحرب لا يسري الكمونُ
نكون بمن يلقننا دروسا ــــــــ إلى أركونه وجب الركونُ
تحاكي الحرب من حاكى الحكايا ــــــــ و قد شهدت على الحاكي القرونُ
،،،،،،،
بقلم الشاعر حامد الشاعر
تعليقات
إرسال تعليق