الغجرية العاشقة .. قصيدة للشاعر السوري محمود علي علي
الغجرية العاشقة
"""
غجرية أرخت ضفائرها وقد
هامت بها العشّاق في البلدان
أمّت على أقرانها وتألّقت
وكأنها ضرب من الغزلان
حاكت رياماً قد هجرن منازلا
لا تستكين بمنزل السجّان
كل البقاع تدوجها وتزورها
والدفّ رافقها مع العيدان
تحيي ليالي أنسنا عوداتها
وتعيدنا من غفلة النسيان
فقص ورقص والسرور يلفنا
مع ثلّة الأخدان والغلمان
لمّا تراءت خلتها حورية
حوراء في ربواتها بجنان
جمعت من الحسن البديع كماله
وجمالها قد زاد بالرجحان
راودتها في عهد ريعان الصبا
فتمنّعت والصدّ قد أعياني
ياطيب نفح قد همى وعبيره
أحيا الربى في سائر القيعان
تنبيك عنها كل ما هبّ الهوى
أو لاح عود الند في البستان
إن أقبلت صدحت حساسين الهوى
في مهجتي وترنّمت ألحاني
ليلي بها قد بات ليل مقمر
وكأنني في النصف من شعبان
عاقرت قهوتها النديّة باكرا
بالكاس أنهلها وبالفنجان
والكرم في زقّ تخمّر عوده
ختمت بختم السالفات زمان
دارت على الجلّاس يمتاحون من
خمرٍ تعتّق دهره بقناني
أرشفت أشعاري على عتباتها
فتبهرجت بعقيقها وجمان
شاهدت طيف أحبتي بفنائها
كالغيد بين الحور والولدان
قرّت بهم عينايَ واستكن الجوى
إذ فازتا من نظرة التحنان
غاليت فيها القول حتّى خلتها
بدر البدور بكفّة الميزان
هلّت ليالي سعدنا بقدومها
والصبح أقبل كونه من ثاني
بقلمي ـ محمود علي
تعليقات
إرسال تعليق