كفى جنونا .. قصيدة للشاعر السوري عادل ناصيف
( كفى جنوناً )
كفى جنوناً كفى قتلاً وشرذمةً
خلافُكم يا بني قومي إلى العَدَمِ
تمزّقتْ صلةُ القربى ولُحمتُها
بلادُكم أصبحتْ أضحوكةَ الأُمَمِ
أنتم هدمتُمْ بأيديكم صروحَ أبٍٍ
وما بناه مِنَ الأمجاد والشيَمِ
دعوا الضغينةَ والأحقادَ وانصرفوا
إلى البناءِ وراعوا حرمةَ الرَّحِمِ
ولا تنوؤا بحملِ المجدِ يثقلكم
المجدُ إلّا لأهلِ المجدِ لم يَدُمِ
الشعرُ يكبو وأحياناً به نزَقٌ
يا ويلكمْ سلَفاً من ثورةِ القلَمِ
أين المثقّفُ أين الشعرُ في وطنٍ
تآكلتْهُ سيوفُ العرْبِ والعجمِ ؟!
إلى متى وذئابُ الغربِ تنهشكم
والموتُ مستنفرٌ ينهلُّ كالدِّيَمِ
ويلَ الشعوبِ التي نامت وفتيتُها
تاهوا عن الدربِ يُقتادون كالغنمِ
توبوا إلى اللهِ ما للدينِ يحصدُكُمْ ؟
تركتُمُ الأرضَ نُهبىَ قيدَ مقتسِمِ !؟
أَنْتُمْ ذوو رَحِمٍ ريفاً وحاضرةً
قد جمّعتْكمْ يدُ الرَّحْمَنِ من قِدَمِ
مُضَلَّلونَ وأنتم من مناهلِكُم
تُجَرَّعون كؤوسَ السُّمِّ في الدّسَمِ
كأنَّ داحسَ والغبراءَ في دمكمْ
لم تخبُ يوماً ولم تهدأْ ولم تنَمِ
بحثتُ عن سيّدٍ فيكمْ ليُطفئَها
فلمْ أجدْهُ ولمْ أعثُرْ على ( هرِمِ ) ( ١ )
يا أغبياءُ كفى حمْقاً كفى صلَفاً
ً لا ترفعُ البؤسَ عنكمْ دمعةُ الندَمِ
هذي رحىَ الحربِ في بلداتكم طحنتْ
ما كانَ مِنْ شيَمٍ فيكم ومِنْ قِيَمِ
يدُ البسوسِ تمادتْ في أسرّتِكم
لم تُبقِ من أحَدٍ إلّا على ضرَمِ
عضّوا على الجرحِ وامضوا خلفَ أمتكم
يا طيبَها أُمَّةً من خيرةِ الأُمَمِ
عادل ناصيف
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
من ديواني عبق الياسمين
(١ ) : ( هرم ) : الهرم بن سنان
تعليقات
إرسال تعليق