تجربة مع الموت ..نص قصصي للكاتب سامي أبو شهاب من الأردن
تجربة مع الموت
تجربة الإنتحار ...
سأحكي لكم اليوم أنشودة عن النهاية... سأروي حكاية ليست كأي حكايه...
عمر ضائع ... سأقُصه عليكم في روايه ... لم ترى يوماً بدايه ... ضلال دائم ليس له هدايه ...
كان يا ما كان... في قديم الزمان ... كان هناك شبه إنسان... ولدٌ كان ينتظر زهور الحنان ... كانت بدايته في الدنيا صرخه ... كان وهو الرضيع يعاني في الحلق غصه ... ولد بمرض ... وهو الرضيع ... ليس له ذنب ولا غرض ... مرض يحرق كبده مع كل عرض ... ووجد نفسه وهو لا يعي ...ويعاني الألم . .. ولكنه أحس بوجع ثري ... لأنه على الكل قد هان ...
وابتدأ مشوار العلاج ... الكل يراه حمل قد طال حمله ... ليس له حق في أي شئ ... ليس له حق في إحتياج ...
وقد كبر الرضيع قليلاً ... وبدأ يترقب كل يوم نور الصباح من فوق السياج ... فيرى نظرات اليأس في عيون تحيط به ... يرى قلوباً قد تبدلت دماؤها بقسوة العاج ...
وتشتت الطفل بين أدوية وعيادات أطباء ... سجن ليس له انفراج ... لم يرى في عمره هذا ... فرح أو ابتهاج ... فأنطوى وتوحد خوفاً من حياة ... وهو الطفل ... لا يقوى فيها على اندماج ... وأدرك ما يسببه بمرضه ... وكفى به من إزعاج...
و استمرت الأيام ... وأخذ الصغير يكبر ومرضه يكبر معه ... يكسو حياته شيئا فشيئاً بلون السواد ... ووحدته وحزنه كل يوم في ازدياد ... وكل ما كان يحلم به يوما ... أمام الأيام ينهار ويُباد ... ووجد أن ما يربطه بالحياة ... ليس أمل ... ولكنها مجرد أصفاد ... ووجد الطريق مليئ بأحزان على ظهور الجياد ... فكان حتماً عليه أن يجهز للرحيل العتاد ... وكان حتماً أن يفكر في موته ... وكان حتماً عليه أن يعلن الحداد ... وعلى روحه قد حان وقت الحصاد ...
فاتخذ القرار ... بعد تفكير بقلب وعقل قد أهلكته الأحزان إنصهار ... حقيقة رآها ... ولا يقوى على الإنكار ... أن لم يعد هناك اختيار ... الكل يراه غريب الأطوار ... حتى من كان قريب منه لم يستطع معه انتظار...
فكفى ما فات من وقت... ويا أحزان قد حان ذهابك الى انحصار ... كفى ألم بغير صوت ... كفى إهدار...
حان وقت... تجربة مع الموت ... تجربة الإنتحار...
سامي ابو شهاب
تعليقات
إرسال تعليق