أنا طفل قصته عنيدة.نص للكاتب علي حسن من الأردن

 أنا طفل قصته عنيدة     .. بقلمي علي حسن


أنا طِفلٌ عربي

تناثرت أوصاله

في مساحات الشتات

أنا طفل مجروح

يئن من صمت الحياة

وموت الوجدان أنا

أنا راية حمراء فوق الجدار

مرسومة على جبين الأشهاد 

شِغافها الشريان

أنا طِفلٌ

من ذاتِ الأرض

من فوهةِ البركان

أنا من ذاتِ السماء المُلَبدِ

بثورةِ الغيوم

ودمعات لعلّها

تُرثي وجه الحياة

على صدرِ الأوتار  


أنا طفلٌ فلسطيني

أنا بِذاكَ الجرح النازف

من حروف قصتي

ضِحكتها الحنون

في سفوح الوطن

وحتى أضحت 

بذات الشعلة

وتمتمةً مع الصمتِ

على وجه الجدار أنا 

أنا بسمة الأيام

على شِفاه الصباح الغافي

على خدود الورود

أنا من حروف الإسم صرخةً

وثورةٌ في صدر التاريخ 

وليلٌ تنهيدته الّلحظة

ينهل ابتسامته من

من شِفاهِ الثُوّار


أنا

أنا طِفلٌ

أتوشح ثوب عروبتي

وصاحب الهوية التي

أوراقها في مساحات الأرضِ

مرسومة على جدران الخيام

أنا بذاك الذي هو صاحب الصورة

التي إطارها الأوجاع 

وقِصتي هي حِكايةً

وكتاباً مُرسلٌ

من السماء

وحقي المسلوب الذي بات

على لساني عهداً ووعد

ورِسالتي التي أضاعوا عنوانها

أنا وأنت ومن مرّ على السطور

فما زالت أوراق هويتنا

تحمل بين طياتها

الإصرار


أنا طفلٌ

قصته عنيدة

وحِكايةً نُسِجَت من

سنين العمر الذي

ما زال في سِجال

بين جدران الزمان

ولا زال

سِجاليَ كل يومٍ

أكتبه مخضبٌ

من الشريان 

وهويتي التي هي

نبضي وحياتي

وصورتي التي

في تكوينها يومياتي 

وثورةٌ عمقها الروح

وصرخة الإعصار


لِتعلموا 

أن هذه الأرض

هي أرضي

وهذا السماء

سمائي

وهذا هو بيتي

وهنا وُلِدتُ

في مخاضٍ عسير

وذاك الذي تناثرت حِجارته

فنحن الباقون

وأنتم الراحلون إلى 

غياهب المجهول

لِيحملكم التيار الجارِفُ إلى 

مستنقعات الإحتضار


أنا قصة 

وحكاية عنيدة

وتنهيدة وليدٍ

يُولد من شِفاه الأرض

يحمل على كتفيه

العنوان 

وعلى الجبين أوراق الهوية 

وشهادةً في طياتها

تاريخ مولدي أنا 

فأنا فلسطيني من

من القدس أولى القبلتين

من عمان خاصِرة الوطن 

من سورية الشهباء من

من بغداد الحضارةِ

من لبنان العرب

من ليبيا المتناثرة أوصاله

من اليمن السعيد 

من سلة الغذاء

من السودان النازف

من جزيرة العرب أنا 

من الجزائر وطن الشهداء

أنا عربي التاريخ والشِعار 

وكوفيتي مرصعةً بالأحرار 

على جبين الحياةٍ قصةً

عنيدة

وتاجٌ مُلهماً وتِذكار


لِتقرأُ مني

وتقرأني كل يومٍ

حكايةً جديدة

وقصةً على جدران الخيام

سطورها مكتوبة

أغنيةً من رِضابِ القصيدة

لِذاك الشِبل

وذاك الذي

بات يُولد

من وترٍ مجروح

يُنشِد لحن العودةٍ

وما جاءت به

منسوجةً من

خيوط الليل المنسدلةِ 

وشِفاه النهار أنا 

أنا قِصَةً

وحِكايةً عنيدة على

ألسنةِ الزمان

في صدرِ الشُعّار

فأنا ما زلت حتى الّلحظةِ

أبحث عن نفسي

وعن هويتي

وعن عمري التي

تناثرَت سِنينه في

شتات الأرض أياماً وليالي

وكأنما خُلِقتُ من

من ربيعِ الأشجار 


            .. علي حسن ..


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن