مرت .. قصيدة للشاعر السوري ياسين الابراهيم

 (( مَرَّتْ ))


مَرَّتْ وألْقَتْ بابتِسامتها المَسا

        فأَفاقَ صُبحُ حُشاشَتي وتَنفَّسا


 ونَضا ثِيابَ اليأسِ ليلُ كآبتي

   منْ بعدِما أَرخى السدولَ وعَسْعَسا


 والقلبُ لامسَهُ الربيعُ فأورقَتْ 

         أغصانَهُ عقبَ التعرّي واكتسى


 مَنْ ذا يصدّقُ أنّ عوداً يابساً

       يخضرُّ يوماً إنْ تَخشّبَ أو قسا


 ما كُنْتُ أحسبُ أنّهُ يَصحو وقد

             أغفى على سنواتِهِ وتَيَبّسا


 لم أَدرِ ما فعل الجمالُ بخافقي

             لكنَّ جِنيّاً بِصَدريَ وَسْوَسا


 هي خمرةٌ من كَرمِ حُسنٍ عُتِّقَتْ

ياسَعدَ مَنْ رَشفَ السّلافةَ واحتسى


 حُسنٌ تَسامى عن صِفاتٍ أُوْدِعَتْ

     فيمَنْ رأيْتُ منَ الغواني والنِّسا


 مَرَّتْ برقّةِ نسمةٍ صيفيّةٍ

           فغدا الفؤادُ لراحتَيْها مَلمَسا


 تركَتْ بحَقلٍ غادرَتْهُ قرنفلاً

       ومضَتْ توزّعُ باللحاظ النرجسا


 مَرَّتْ فمَرَّ شريطُ عُمْرٍ سالفٍ

            لمّا يَزَلْ في أُخرَياتيَ مُؤنِسا


 ياقلبُ شمسُكَ للمغاربِ صوّحَتْ

      وغدا جليسُكَ في تَوَحٌّدِكَ الأسى


رِفقاً بجسم ناحلٍ مُتَهتِّكٍ

            لعبَ الزمانُ بصُلْبِهِ فتَقَوّسا 


وكفاكَ جَرياً في غِوايةِ شاعرٍ

        ما نفعُ ليتَكَ أو لعلَّكَ أو عسى؟

                 ( ياسين الإبراهيم )

                    23/2/2025


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن