شمس الشام لاتغيب.. قصيدة للشاعر السوري عادل ناصيف
( شمسُ الشام لا تغيب )
أَغِثْني يا ملاكَ الشعرِ إني
بهذي الدارِ منفردٌ غريبُ
فما للصبِّ إلّا أنت أنسٌ
إذا ما جفَّ بيدرُه الرحيبُ
إذا لم أوفِ أهلَ الحقِّ حقّاً
فكلُّ مشاعري إفكٌ وحوبُ
لقد أتعبتني يا شعرُ قلْ لي
فهل وافاك منّي ما يُعيبُ
أترضى أنْ يقول الناس فينا
حبيبٌ خانَ صحبتَه حبيبُ
تأنَّقْ فالشآمُ لها امتدادٌ
بقلبي واللقاءُ بها قريبُ
وجمِّلْ ثوبَ عرسكَ واصطحبْني
هناك العرسُ والنَّغَمُ الطروبُ
هناك منابتُ الشعراءِ فيها
وشعري فوقَ منبرها يطيبُ
بها من ياسمين الشعر عطرٌ
وَمِنْ نسَماتِهِ أرَجٌ وطيبُ
أنا يا شعرُ ما نضبتْ حروفي
لها في كلِّ جارحةٍ دبيبُ
وفي قلمي يُدندنُ ألفُ شادٍ
وفوقَ يدي يُغرِّدُ عندليبُ
أيُذنبُ شاعرٌ إنْ رقَّ وجداً
وهل عيبٌ إذا انتفضَ الأديبُ ؟
جعلتُ من القصيدةِ لي جواداً
أجوبُ بها البحورَ فتستجيبُ
فما أغوَتْ حروفي ذاتُ أنسٍ
ولا امرأةٌ مدلّلَةٌ لَعوبُ
وفي وطني مناحاتٌ وثُكْلٌ
يتامى في بواديهِ تجوبُ
إذا ما قلتُ فيهم كان ذنبي
وأيم اللهِ إني لا أتوب
إذا غابتْ شموسُ الكون عنّي
فشمسُ الشامِ عنّي لا تغيبُ
غداً يا شعرُ تزهرُّ الأماني
وتخضرُّ المدارجُ والدروبُ
وتحيا سوريا أرضاً وشعباً
وتأتلفُ السواعدُ والقلوبُ
ويجمعنا بها عصَبٌ وعرقٌ
ومئذنةٌ يعانقها صليبُ
فتحلو أنت في شفتي وأحلو
وحين إذنْ معاً فيها نذوبُ
وزريابٌ على شفتيَّ يشدو
وتصدحُ فوقَ قافيتي عَريبُ (١)
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
١) : زرياب وعريب : من أشهر الموسيقيين والمغنين القدماء في بلاد ما بين النهرين .
تعليقات
إرسال تعليق