كيف لي ؟١٨؟ نص للكاتب زيدان خليل من لبنان

 كيف لي...؟ ١٨/؟


دخلتُ " القَبْوَ "؛

رأيتُ طائرَالفينيق

يمدُّ جناحيْهِ على كتفَيْ امرأةٍمن عقيق.

ورأيت قميص الوردِتتفتَّح أزرارهُ قبالةالشمس

ورأيتُ غدي ورأيت أمسي.

ورأيتُ الحياة تنسكب،

من أباريق التين والزيتون والعنب،

                     ومن نضارة النفسِ.

ورأيتني أمشي إليها مثل غيري

حتى لايفرغَ من هوائها،ومائها 

                                    كَأْسي.


دخلتُ القبوَ،

إني عجولٌ كي أغسلَ داخلي

وأُبقي طقسَ براءتي فوق رأسي

كماالنحلاتُ تحومُ صوب الرحيق.

فإني منذ خمسينَ نكبةٍ قدغفوت،

                     وأنتظر أن أفيق..!


دخلت القبو

قبابَ الطرَّافِ،والبركات

قباب الحبِّ  والبركات

رأيت" التّكية" تُثري مدامعَ النساء

لتبكي الزعرورةُ على استحياء..

والكافي العميق

رآني مثلكَ أنام على بساطٍ عتيق

لأصحو على قارعةِ الطريق


دخلت القبو،

رأيت جدي الذي لم أرَه؛

في وجه ابني " يوسف " الصَّدِيق..

ورأيتُ الحواكيرَوالطرقاتِ في وجه أمي

وعيناوين تغرفان من ماضٍ سحيق.

رأيتها تحضن قارورةالسنين،

كي يندى من ضمِّها دمُ العروق.


ورأيتني أرى

الحبَّ يخرج لملاقاة ذوات القدِّالرشيق

مثل فلاحٍ تحدَّب قوسُهُ،

حين ملاقاةِ حقله

                 قببلَ الشروق..


ورأيتُ غَدَنا في وجهنا يتجعَّد

فهل نجدُ له مقعدُ

ورأيت العصافيرَ والديكةَ تُوقظنا

ويتأملُ عطشَناالهدهدُ


ورأيت أبي يمجُّ لفافةَالتبغ

من النسغ إلى النسغ

يتنهد عند الزفير

يبسملُ عند الشهيق

ورأيتني أناوله كأسَ المتِّةِبالشِّيح

كي يبلَّ الريق،

ومنشفةًطرَّزتْهاأُمِّي 

                   من ثوبهاالعتيق،

تلمُّ عن وجهه الأسمر

لآلئَ تعبٍ من مرمر

ورأيتُ في صمته البئرَ العميق.


دخلت القبو

رأيتُ بشائرَالأمل

تنموكالبراعم الوديعة

على غصنٍ لايقبلُ مع الغد قطيعة

ورأيت الشهيد بعمره القصير،

يمشي على الطريق

بقدمين استعارهامن ابنه الصغير

وسمعت الشيخ يستجير

من الله القدير

أن يحفظ الوديعة.

.....

سورية حمص القبو٢٠٢٤


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن