وشم السياط . قصيدة للشاعر د. محمد خالد الأمين من المغرب
وَشمُ السّياط '' شعر حر ''( متفاعلن)
كنت الأسيرْ...
العمر بيْن لفائف القضبان يسْري مُضْمرا
والقيد غزْلٌ من دياجير الأذى
نامت على صدري كلومٌ أجْهشتْ نزفًا دمًا
فتعفن الكرباج من ملح القشور...
كان المخاض منَ الحشى حيضا
أضاء دجى دهاليزَ الجحورْ
بين المتاهات التَوَى رمز الهجاءْ
فاغْتال أنْفاس النحورْ
يبس الزفيرْ
وكأنه ضِلعٌ تصدع منْ تراتيل الكسورْ...
ناحتْ قوافٍ بين أنياب الكمينْ
فمتى ترمّلت الفصاحة بين أنفاقِ الفتورْ؟.
خمد السكون فما تفجر غير بهتان الأنينْ...
وأنا الأسيرْ
فعلى وريْقاتي دمٌ يروي السطورْ
جفت تويْجات المداد من الندى
وَثرَى حروفي يدفن القيد المتينْ...
همجية..
تطفو على زمن الرحى
نكستْ رؤى الألباب في جل الفصولْ
يبس الشتاء..
شلَّ الدموعْ
سقطتْ رموشٌ منْ صقيعْ
جفَّ الربيعُ وتاه في عين البكاءْ..
صيفٌ أتى..
يُردي صفيحة خلطة الأصباغ من كبد الزمانْ
وتشمعتْ ألياف ألوان النزيفْ
سقط اللحاء من الضلوعْ
فجنى سخَا الميْن السخيفْ
هوت الحروف من الأسى
في منتهى قصف الخريفْ
كل المعاني من عجافْ
ليت القصيدَ يعود منْ تلك الربوعْ...
زمنٌ عنيدْ
تاه السبيل إلى الأبدْ
اِسألْ
ولنْ تجدَ الصوابْ
والعين تغرب في الجوابْ
ألفتْ سبات الظل في كهف الرمدْ...
وأنا الأسيرْ
بين العزوف أناشد الحرف السليبْ
مستنْقعات تقْضم النور الكسيرْ
لفَّ القماط رؤوس أقلامٍ
وكان طوى الفطامْ
ليت الرضيع يسائل الثدي الضرير...
د.محمد خالد الأمين
تعليقات
إرسال تعليق