جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن
جنون
لولا جنوني، وإيماني بأفكاري
لما نقشتُ على خديك أسفاري
ولا أقمتُ على نهديك مملكتي
ورحتُ أسكب في جنبيكِ إصراري
ورحتُ أبحر في عينيكِ متحداً
بكِ اتحاد شعاع النارِ بالنارِ
فلتعذريني إذا لم تفهمي لغتي
ولتقرأي في عيوني كل أخباري
فقد تكون حروفي جدّ عاجزةً
لكنني فيكِ قد أودعتُ أسراري
غداة كنا التقينا، كنتِ شاردةً
وكنتِ يا "هند" تستوحين أفكاري
سألتِني.. قلتِ لي: من أنتَ؟ قلتُ: أنا
-لما سألتِ- غريب الأهل والدارِ
فقلتِ لي: إنني أنثى بلا وطنٍ
وأنتَ مثلي؛ وقد حركتَ تياري
فكن رفيقي إلى دنيا بلا ألمٍ
فقلتُ: لكنّ لي يا "هند" أعذاري!
فقلتِ: لا عذر؛ إن الوقت يسرقنا
ورحتِ تسقينني من نبعكِ الجاري
وراح يُغمرنا حبٌّ له لغةٌ
أخرى، وقد رحتِ ترتادين أغواري
وترتدين شعاعي؛ إذ مضيتُ أنا
أسقيكِ من وهجي؛ من فيض أنواري
وأرتديكِ؛ فلا إلاكِ ملهمتي
وأقتفيكِ، وأمحو فيكِ آثاري
وكنتِ تبكين إن أبكي، وكنتِ إذا
آتيكِ مبتسماً؛ تشجين قيثاري
وتعزفين على أوتار قافيتي
عذب اللحون؛ إذا داعبتِ أوتاري
فسافري في كياني، وافقهي لغتي
وحاولي أن تدكي كل أسواري
فلا حدود لروحي؛ إنني وطنٌ
بلا حدود، ولا حدٌّ لأمصاري
فاستوطنيني، وكوني أنت مملكتي
واستعمريني، وكوني أنتِ إعماري
د. جلال أحمد المقطري
تعليقات
إرسال تعليق