قهوتي وأحلامي .. قصة قصيرة للشاعرة لينا الخطيب من سورية

 قهوتي وأحلامي 

---------------------

ذات فجر أغلقت غلاف إحدى الروايات مودعة أبطالها بعد أن تغلغلت  بينهم وعشت تفاصيل حياتهم.

 غفوت والدمع قد بلل وسادتي حزنا على بطل الرواية، 

لأصحو من جديد وأتسلل لأتمشى بقرب البحر أتأمل وسعه وعم أسراره،وماهي الا رفة عين هاج الموج وراح يركلني مغتاظاً يمسك أرجلي يجرفني نحوه لأسقط  في بحر لانهاية له، حاولت العوم نحو الشط حيث لاشط هنا ولا هناك، تسلحت بالصبر  ورباطة الجأش 

فاليابسة بعيدة ولا طوق نجاة يسعفني، الموج يعلو ويلتطم يا إلهي ماذا جرى؟  أين أنا؟

استسلمت طفوت  شعرت بظل يظلني وإذ بسرب من طيور النورس تحلق عالياً ثم تنخفض ، بدأت بالتلويح لجذب أنظارها لشدة إيماني بأن الله يضع سره بأضعف خلقه، بدأت المياه تشدني محاولة إغراقي والموج يجرفني بقوة لا أستطيع ردعها، هل سأموت هنا ولايدري بمصيري أحد  ؟ هل سيسحبني الموج نحو مثلث برمودا ثم أختفي؟ ياالهي ما العمل؟  بدأت الصراخ  أيتها النوارس أنقذيني أنا هنا ، بح صوتي جف حلقي  عطشت .

هل ستلفظني المياه على شاطئ الكلب الأبلق جثة هامدة أم ستأكلني حيتان المحيط وتتناثر أشلائي من بين أنيابها الحادة ، أغمصت  عيني برهة لأجد حلاً وإذ بي أهوي إلى القاع مرتطمة بحافة سريري الخشبي أصرخ ألما ،  ودمع العين بسألني متعجباً ماذا حل بك ؟!، فما بين اليقظة والحلم الا خيط واهٍ ينسجه الخيال ليصدقه العقل الباطني أو يرفضه.

والشيء الوحيد الذي أيقنت به أنني سأعود

لأعد فنجان قهوتي المعتاد وأتناول رواية من رفوف مكتبي لأبدأ مغامرة جديدة مع أبطال آخرون،  ولن أتوب.

مع تحياتي 💗 لينا الخطيب 1/5/2025


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن