أيا حاضرا بخاطري . قصيدة للشاعرة رفا الأشعل من تونس

 أيا حاضرا بخاطري 

أيا من تباعدتم وخنتم لنا عهدا

ولَم تنجز الأيّام من وصلكم وعدا

أيا حاضرا رغم الفراق بخاطري 

براني النّوى والجفن يملؤه سهدا

أحنّ إليكم والفراقُ يروعني

حنين الّذي يشكو بغربته فقدا

هجمتم كمحتلٍّ بجيشٍ من الهوى

فحلّ بقلبي غازيا .. وطغى هدَا

تؤرّقني ذكرى لعهدٍ لنا مضى

زمانٌ أنيقٌ كان يهدي لنا الوِدّا

 ويعتاد قلبي من  فراقك لوعة 

وإنّ الّذي يخفيه فوق الَذي أبدى

وكم قد نويت الهجر لكن يردّني 

فؤادٌ عصاني وهو يشقى بكم جدَّا

 وإنّي لمشتاقٌ لطيف يزورني

يقول عشقت البدر صرتُ لهُ عبدَا

وقورٌ يشعّ النّور من قسماتهِ

فهل من سنًا منه إلى مقلةٍ يهدى

 مهابٌ كساه الحسن أبدعَ حلّةٍ

يعلّل  منّي  مهجة ملئتْ  وجدا

ويسمعني همساً  أرقّ من النّدى 

يبوحُ ونار الشّوق قد زادها وقْدَا

ويشكو كملتاعٍ بنغْمَةِ والهٍ

يقول فؤادي لم يجد منكم بدّا

لقد طال عهدي بالّذينَ أحبّهم

وما تاب قلبي عن هواهم ولا ارتدّا

فؤادي إليهمْ ما يزال  يقودني

ويفتح بابا للهوى كان منسدّا

اذا قلت أنَّ الحبّ قد حالَ وانجلى

وجدتُ هواهُمْ  في فؤادي قد اشتدّا

ومازال بي من طارق الشّوق عائد

على ذكر عهدٍ ما ملكتُ لهُ ردّا

  ألحّ  عليَّ  الشّوق  حَتَّى أحالني 

خيالا  على درب الهوى ضيّع الرّشْدَا

أبيت  معنّى  من  فراقٍ  وغربةٍ

وقد هدّ حبّ ظالمٌ دنيتي هدّا 

 وأنفقت فيكم كنز صبري وقوّتي 

أبى القلب إلاّ أن يديم  لكم  ودّا

سكبت على الأوراق بعض مواجعي 

وإن  كان  مابي لا أطيق  له  عدّا

             بقلمي / رفا الأشعل