وطني يضيعُ ..قصيدة للشاعرة رفا الأشعل من تونس
وَطَنِي يضيعُ ..
وطني يضيعُ .. يبيعهُ الأنذالُ
وفداؤهُ الأرواحُ والأموالُ
أخْبارنَا .. تاريخنا ..آثارنا
صَرْحٌ علا .. قد شادهُ الأبطالُ
وطَني الحبيبُ يشرّدونَ شبابهُ
وتَدوسُهُ للحادثاتِ نعَالُ
عَذْبُ الكرى يَنفيهِ عنّي هاجسٌ
يحتارُ فكري .. إِذْ يُلِحّ سُؤالُ
أجدادُنا كانوا أسودًا في الوغى
إنْ زمجروا تَتَزَلْزَلُ الأجْبَالُ
كيفَ ارتضيتم ذلّة وكأنّها
مستنقعٌ تجتاحُهُ الأوْحَالُ
إنّ الأسى والحزن في أوطاننا
من فتنةٍ وتَعوقنَا أغْلالُ
أبكي على يَمَنٍ يعاني شَعْبُهُ
أبناؤهُ تغتالُهُمْ أهوالُ
والقّدْسُ يَعْلُو في الأثير صراخُها
والعُرْبُ ...نُصْرَتُهم لها أقْوالُ
أبْكي عراقًا يَهْدِمونَ قبابهُ
وصُروح مجدٍ شادهَا الأبطالُ
أيذلّ مَنْ هارونَ مِنْ أجداده
ترْقَى بهِ نحو السّحابِ حِبَالُ
في الشّام كيف يضمّدون جراحَهمْ
بَعْدَ الحروبِ .. يَروعُهُمْ زلْزالُ
أسَفي نسيتمْ مجدكمْ وأصولَكُمْ
لمَ والأصولُ قَداسَةٌ وجَلالُ
خَيْرُ الورى تنمو إليهِ جُذُورُكُمْ
وبنورهِ قَدْ إهْتَدَتْ أجيالُ
دَهْرٌ يفُوتُ قضيتُهُ متأمّلاً
عمّ الظّلالُ وسَاءتِ الأحوالُ
والكلّ يَلْهَثُ خلْفَ أطيافِ المنَى
والحادثاتُ كأسْهُمٍ تَنْثَالُ
أحتار في سرّ الحياةُ وكُنهها
سُهْدٌ براني والهمومُ جبَالُ
وَلَكَمْ نخافُ منَ الرّدى لكنّهُ
بدْءٌ وليسَ نهايَةٌ وزوالُ
ليلُ الدّهورِ ظلامهُ لا ينتهي
لا شهبَ فيهِ ولا أضاءَ هلالُ
مهما تكاثفتِ الدّياجي حولنا
يومٌ سيأتي .. تُكْسَرُ الأغلالُ
والسّائلونَ الدّرْبَ عنْ ذاكَ الضّيا
منْهُ النّجومُ تولّدَتْ تَنْثَالُ
يا غيْمَة الأفْراحِ مرّي .. إمْسَحي
كلّ الشّرورِ لتزْهِرَ الآمالُ
إنّ الحَياةَ بعزّةٍ وكرامةٍ
نَبْعٌ صَفَا منْهُ الكؤوسُ زُلالُ
رفا الأشعل
على الكامل
تعليقات
إرسال تعليق