حنين التراب.نص للكاتب الصحفي علاء الغريب
وَإِنْ بَاحَ نُورُ سِرَاجِ الرُّوحِ بِآخِرِ الحُرُوفِ الزَّاهِدَةِ المُتَنَسِّكَةِ بَكَتِ الأَنْفَاسُ وَهَامَتْ اشْتِيَاقًا لِمُلَاقَاةِ رَحْمَةِ يَدِ اللهِ فَرُبَّمَا فِي مِحْرَابِ مَكْنُونِي يَا أَيَّتُهَا السَّمَاءُ يَسْكُنُ أَلْفُ حَلَّاجٍ
{حنين التراب}
مَا بَالُ كُلِّ جَمِيلٍ يَرْحَلُ!؟
وَلَمْ يَبْقَ فِي صَحْرَاءِ دَاخِلِي
سِوَى نَحِيبِ عَطَشِ الرِّمَالِ المُتَوَرِّمَةِ
وَنُسُورِ الأَقْدَارِ اللَّاحِمَةِ
تُحَلِّقُ حَوْلَ جِيفَةِ الرُّوحِ وَتَدُورُ
حَوْلَ أَنْشُوطَةِ أَضْلَاعِهَا المُوحِشَةِ
تَنتَظِرُ أَنْ تَكْتَمَ
آخِرَ لَيَالِي شَهَقَاتِهَا الثِّقَالَ
لِتُعَرِّيَ مَا تَبَقَّى مِنْ آمَالٍ
عَلَى أَضْلَاعِهَا المَوْثُوقَةِ بِحِبَالِ الخَيْبَاتِ
فِي عُرْسِ الرَّاحِلِينَ
...2
يَا أَيُّهَا الحُلْمُ العَاجِزُ
لَمْ يَعُدْ فِي فِنَاءِ الرُّوحِ نَوَافِذُ
كَيْ تَتَسَلَّلَ مِنْهَا مَنَاسِمُ الرِّيحِ
المُتَلَأْلِئَةُ بِنُورِ الحَيَاةِ المُتَوَرِّدَةِ
لِتَرْمِيَ وِشَاحَهَا الطَّهُورَ
عَلَى ضَرِيحِ قَلْبِي المَصْلُوبِ المَغْدُورِ
المُثَقَّلِ بِهَيَاكِلِ الآلَامِ
كَيْ تُعِيدَ لَهُ رَبِيعَهُ المَسْرُوقَ
مِنْ مَخْدَعِ فُصُولِهِ الهَارِبَةِ
وَتُرْشِدَهُ إِلَى رُمُوزِ عِطْرِهَا الضَّائِعِ
بَيْنَ مُفَارِقِ نَزَعَاتِ المَوْتِ
وَحَنِينِ التُّرَابِ الدَّفِينِ
...3
غَدًا
عِنْدَمَا يُغْلَقُ بِوَجْهِي
آخِرُ الأَبْوَابِ
سَوْفَ أَرْحَلُ مَعَ وَهْمِ السَّرَابِ
وَأَفْتَرِشُ ظَلَامِي المَأْسُورَ
وَأَتَلَحَّفُ أَوْدِيَةَ الصَّمْتِ
وَبِرَهْبَتِهَا أَتَعَمَّدُ
فَبَعْدَ أَنْ تَتَهَاوَى الرُّوحُ وَتَنْسَكِبُ
كُلُّ شَيْءٍ يَتَجَمَّدُ
وَتَصْبِحُ الأَشْيَاءُ
تَشْبَهُ بَعْضَهَا البَعْضَ
فَلَا فَجْرَ جَدِيدٌ
يَأْخُذُنِي إِلَى حَيْثُ أُرِيدُ
لِيُقَاسِمَنِي أَحْلَامِي المُتَوَرِّدَةَ
وَلَا شَتَوَاتُ الرَّحْمَةِ تَغْسِلُ
ثَوْبَ شَهَوَاتِ عِشْقِي لِلْحَيَاةِ
لِأُصْبِحَ بِلَا مَاضٍ مُلَطَّخٍ بِالهَفَوَاتِ
مُتَعَرِّيَ القُشُورِ
وَلَنْ يَأْتِيَ صَقِيعُ الدِّيجُورِ
لِيَسْرِقَ مِنْ أَنْفَاسِ حُلْمِي
دِفْءَ الذِّكْرَيَاتِ
مِنْ خَزَائِنِ الحَنِينِ
...4
غَدًا
يَتَلَمَّسُ نَغِيزُ القَلْبِ
آخِرَ المَوَاجِعِ
غَدًا
سَوْفَ تَكُونُ لِي آخِرُ الشَّهَادَاتِ
وَأُدَثِّرُ جَسَدِي بِعَوَالِقِ الأَرْضِ
وَنَقِيعِ الطِّينِ الجَائِعِ
تَحْتَ ظِلَالِ صَمْتِ القُبُورِ
غَدًا
سَوْفَ أُخْتِمُ
قِصَّةَ فُصُولِ حَيَاتِي
ثُمَّ أُوَدِّعُ اسْمَهَا
عَلَى شَوَاهِدِ المُغَادِرِينَ
وَأَرْحَلُ عَارِيًا فِي بِحُورِ الغَفَوَاتِ
نَحْوَ عُيُونِ السَّمَاءِ
صُعُودًا عَلَى دُرُوبِ النَّسْرِ
المَوْشُومِ بِنَشْوَةِ الرَّحِيلِ
لِتُصْبِحَ رُوحِي عَلَى وِلَادَةٍ
تَلَامِسُ كَفَّ الشَّمْسِ
لِتَغْسِلَ وَجْهَهَا المَغْدُورَ
بِالنُّورِ
كَيْ تَحُلَّ بِهَا الفُصُولُ
الوَاعِدَةُ المُتَجَدِّدَةُ
لِتَتَقَمَّصَ بَوْرَدَةَ يَاسَمِينٍ
. •علاء الغريب /كاتب صحفي
تعليقات
إرسال تعليق