متى يصحو الضمير متى يفيق .. قصيدة للشاعر حامد الشاعر من المغرب

 متى 

يصحو الضمير متى يفيق

 متى يصحو الضمير  متى يفيقُ ــ بنا   هذا   التردي  لا  يليقُ

أحبتنا      على         جمر  تركنا ـــ و  ما  زال  العدو  لنا يعيقُ

و  دون القدس  في تيه   مشينا ـــ هناك  طريقها  و هنا طريقُ

فكيف  نعيدها  نحن     الكسالى ـــ إلينا و  الدروب  بنا تضيقُ

فكيف و نحن في رفض المعالي ـــ مقاومة  الأعادي   لا نطيقُ 

******

و كيف     سبيلنا  يفضي   إليها ـــ و لا  شفق  يهل و لا شفيقُ

لنا    تغريبة   يحكي   و   يبكي ـــ عليها  ذلك   البيت  العتيقُ

تركنا  المسجد الأقصى    غريقا ـــ فكيف سينقذ الغرقى غريقُ

لنا  يبدي       عجائبه   و  يبدي ـــ  حزينا  شكوه  البلد  الأنيقُ

بلادي  في   فواجعها       عليها ـــ فلا  رفق   يطل و لا  رفيقُ

******

تمر  من  العدو  إلى  العوادي ـــ و عادى صدقها حتى الصديقُ

تصج  و  بالممالك  من ملوك ـــ فما   أبدى    لها  عشقا  عشيقُ 

و من  أجل القضية اي شيء ـــ فما  فعل  المشير  و لا  الفريقُ 

من  الأعداء  والداء  الثكالى ـــ ترانا  نحن        يرهبنا  النعيقُ 

ترانا  حولها  صرنا       رقيقا ـــ و بيع    بأرخص السعر الرقيقُ 

*******

و كم  تجري  دمانا من  عمانا ــ فلم  نبصر  و    ما فيها  عميقُ

بأسوا   حالة صرنا  و صارت ـــ ترى  المكر  المحيق  بنا يحيقُ 

نرى  فرعون  فيها من جديد ـــ و شعب الله     مارده     حليقُ 

تشف  أخ  الجهالة  لا يداوي ـــ بعلم    روحها    الثكلى شقيقُ 

نهاب  الموت  نخشى ميتا لا ـــ يفيق  و     ما  علا منا الزعيقُ 

*****

عميق في بلادي الحزن فيها ـــ فلا  يبدو   العنيق  و لا العليقُ

أنينا في  الدواخل صار يجري  ـــ و يحدث بعد زفرتها الشهيقُ

و أنجمها        بليلتنا  الحزانى ـــ و  لا    برق  يشع  و لا بريقُ

و لا نهوى الرجوع إلى الغوالي ــ و لا يسترجع الماضي العريقُ

بلا     سيف و في  حيف علينا ــ فكيف سيقطع الحبل الوثيقُ 

******

و خرقا    ينتهي وطني و حرقا ــ بكل    ثيابه     شب الحريقُ 

ككل  الناس   نحيا  في صراع ـــ  و موتا    بعضنا  بعضا نذيقُ 

نجن   أمام   هاوية     و صرنا ـــ نئن و خلفنا الوادي السحيقُ

بتولا   ما تزال و  سوف  تبقى ـــ و حسنا    جيدها زاد العقيقُ

و لن يهوى  من الريح  التي لا ـــ تديم   هبوبها الغصن الوريقُ 

******

اعاد   لشعبها      الرحمن  خلقا ــ برفع     شؤونها  فهو الخليقُ 

و مثلك  بالعلا   هذا   المجاري ــ من  الأقدار     أحداثا حقيقُ 

لنا  الداعي الوجيه إلى المعالي ــ  بلا  سبب  الذي يأتي صفيقُ

متى يصحو الضمير فمن سبات ـ متى  من  هذه  البلوي نفيقُ

تركنا  كل ما   يعطى  و      منا ـــ ليؤخذ باليد الطولى الرحيقُ

تمر  و  في  لباقتها     الدواهي ـــ و كم يدري بها الفطن اللبيقُ 

*****

نرى  الدهر   الذي  يأتي مجيبا ـــ عجيبا   بالدمى   دمنا  يريقُ

تداعى      فوقها   الدنيا  دعي ــ تداهى  العبد  فيها و اللصيقُ

يسود  و  بالمفاخر  و   المعالي ــ  تباهى   الحر  فيها و الطليقُ

يبيت  فمن     هواها  في عراء ــ يُعرِّي  قدها  العاري  الرشيقُ

و حتى  لو   أجاد الرقص أرضاــ  فلن يسترجع الخصر الدقيقُ

و في الليل البهيم دجى و يوما ـــ  سيضرب خدها صبح فتيقُ

*****

طنجة في 08يونيو 2025

قصيدة عمودية موزونة على البحر الوافر 

بقلم الشاعر حامد الشاعر


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن