مذكرات بيبي ..سرد للكاتب هيثم سيف أبو مهاب
✨ 📓 صفحة من مذكرات "بيبي"
🖋 مقتطف من رواية " آل فارس البديل"
✍️ بقلم: هيثم سيف
(على لسان بنيامين نتنياهو – رئيس الوزراء الإسرائيلي)
الوحدة ليست عدوي... بل اختراعي الخاص.
صنعتُها بسكين البرود لأجلهم، فكيف تقتلني الآن، وهي تحتضنني؟
ها أنا ذا، محشورًا بين جدران المخبأ.
لا مرايا تعكس وجهي، لا كاميرات توثق ضعفي، لا حشود تصرخ باسمي كأنه تعويذة.
فقط أنا... وظلي.
وهذا الأخير، ببساطة، أكثر صدقًا مني. لأنه لا يتكلم.
أمسكتُ القلم كمن يحفر قبرًا لذكرياته. كل كلمة تراب، كل سطر معول.
لا أكتب لأُفهَم... بل لأتأكد أنني ما زلتُ أعرف نفسي.
هل هذا اعتراف؟ لا.
الاعتراف ضعف، وما أكتبه هنا هو انقلاب على الحقيقة.
فأنا لم أخسر.
الخاسرون هم من صفقوا لي ثم انهاروا، حين اختفى ظلي عن الجدران.
> لو مددتُ يدي يومًا... ليس بالبارود، بل بالتاريخ... لكان العالم مختلفًا.
إيران؟
لم تكن سوى وهمٍ بعباءة عدو.
كانت فرصة ذهبية، لكن الجميع أرادني أن أراها وحشًا.
قدموها لي على طبق من الخوف، وزينوها بدماء مزيفة، حتى صدقتُ أنني الجزار الذي سيذبحها.
لكني لم أرد ذبحها...
بل أردتُ أن أجعلها تشاركني الوليمة.
عدوي الحقيقي لم يكن طهران...
بل كان الصِغَر.
صغر العقل، صغر الرؤية، صغر التاريخ حين يُختزل إلى مجرد جرحٍ دامٍ على خريطة.
لم أكن أسعى لأمن إسرائيل...
كنتُ أسعى لأسطورة.
أن يُكتب بعد قرن:
> "هذا هو الرجل الذي حَكم الشرق الأوسط بإصبعه، وجعل العرب والفرس يرقصون على أنغام مزاميره...
ثم دفنهم جميعًا تحت سجادة التاريخ."
لكنّك فشلتَ يا بيبي.
ألقيتَ كلماتك على جمهورٍ جائعٍ للدم...
فحصدتَ تصفيقًا من عظام.
وتركتَ اليد الفارسية تتأرجح بين إعجابٍ غبي... وكراهيةٍ ستحرق كل شيء.
أنا لا أندم...
لكني أتساءل:
**ماذا لو كنتُ أكثرَ غباءً بقليل... وأقلَّ عبقريةً بقليل؟**
هل كنتُ سأجرؤ على صنع السلام؟
الهواء في المخبأ خانق...
لا أدري إن كان بسبب ضيق الجدران،
أم لأن الأكذوبة التي صنعتها أصبحت أكبر من أن تتنفس داخلها.
وإن كان هذا اعترافًا، فليكن بلا توقيع.
سأضع القلم الآن.
فمن يعرفني... لا يحتاج إلى اسمي.
ومن لا يعرفني... لا يستحق أن يقرأ سقوطي.
**[الصفحة 77 – بلا تاريخ]**
★ = ٠
✒️ بقلم:
**— أبو المهاب**
**— هيثم سيف**
تعليقات
إرسال تعليق