لأسكب من ذاك الكأس .. نص للكاتب علي حسن من الأردن
لأسكب من ذاك كأس .. بقلمي علي حسن
لأسكب
من كأسٍ معتقٌ
على أطرافِ الحديثِ
لعلّه من أمور الزمان
يُحدِثُني
ولعلّ القلمُ
يُواسيني
فاليومُ
تربَعت في
أحضانِ أُمي
فما عاد بعد أرضي
من أرضٍ
ولا كن حضنّ لي
فغير أُمي
ما عادَ يأويني
فأنا
ما زلت العائِمُ
على صفائِح الأيامِ
في ثناياه يحملُ الصمت
وما باتَ في صدره
تكويني
اليومُ تُحدِثُني
حِكاياتٌ
وتنهيدة أحلامٍ
وليلٌ صارِخٌ يطرقُ الآذان
لعلّ في خيوطه
من يُرثيني
وتُحدِثُني عتمة اللّيالي
في غفوةٍ لأهدابِ العيون
إن كان للغفوةِ يومْ
ولحظاتٌ
قد تُنسيني
فأنا العازِفُ
جراحي الأيامُ
ونزفي من الوتينِ إن
كان نزفي أضحىَ يُعانقني
يُنديني
أو لعلّ
حدقاتُ العيونِ
عازِفةً
وعزفي ما تجاوزَ حدودَ الآه
فأنا ما أضعتُ من
سنينَ عمري
ولا غابت
عناويني
فما عاد
للحياةِ من معنى
ولا عادَ لِليومِ من سؤال
فالجوابُ ثورةٌ
والصمتُ بركانٌ على
شِفاهِ كوانيني
وقد أكون
مُغادِراً لِلزمانِ
أو أكونُ في
دائرةِ الإتهام دائماً
أُفتسُ في تجاعيد أرضي
عن بعضي
إن كان من شيء
يُحييني
فمضت
بي الأيامُ والأيام
وتعاقبَت السّاعاتُ
وتقلَبَ ستائر اللّيالي
وخريفٌ أضاعَ أوراقي
وهويتي
وتاه مع الصمتٍ شيئاً
ِفي شريانه يحييني
وقد
أتمرّدُ على الآلامِ
لِيصرخ شوقي
من وتيني
وأنقشٌ موتي
على جبينِ الأيام
فعلى جدران خيمتي
نقشي
وصورتي على وجهِ حَجَرٍ
ثائرٍ يُواسيني أنا فمن
فمن من رِضابهِ
يُرويني
لأسكبُ
من ذاكَ الكأسِ
مُعتقٍ يسكُبُ أحرفي
وأشرَبُ حتى الثمالةِ
قد أسكرني الشتاتُ
وفاضَت على أرصفةِ الزمانِ
أوراقُ دواويني
لعلّني لبستُ
على رأسي ما يُقال
بِ كوفِيَتي
وحملتُ ما بينَ يداي
أمتعتي
وعلى كتفِ جدرانََ
خيمتي
فما عادَت الأمراضُ وإن تنوعت
وحتى الموتُ أضحى لا
لا يُعنيني
.. علي حسن ..
تعليقات
إرسال تعليق