على سكة الأقدار .. قصيدة للشاعرة رفا الأشعل من تونس
على سكّة الأقدار ..
على سكّةِ الأقدارِ يجري بنا العمرُ
ونجمعُ أحلامًا .. يبدّدها الدّهرُ
أسير عميدَ القلبِ ترهقُ مهجتي
هموم كأثقالٍ يضيقُ بها الصّدرُ
أيا مَنْ على عرشِ الفؤاد قدِ استوى
تصاحبك الأنوارُ والأنجمُ الزّهرُ
أرى الفقدَ يودي بي .. فعيشي بدونكم
سرابٌ .. وليلٌ لا يبدّدُهُ فجرُ
فراقك أضناني .. فما أوجعَ النّوى
وأشجى قلوبًا ! فارقتْ .. ما لها صبْرُ
بحارٌ وأقطارٌ تفرّقُ بيننَا
وبعدك أضناني فليلتهُ شهرُ
وأكتمُ ما بينَ الحنايا توجّعي
وقلبي سقيمٌ قدْ أضرّ به الهجرُ
ويحملني شوقٌ إليكَ يطيرُ بي
كخيلٍ بها تطوى المتاهات والقفرُ
توافيك روحٌ قدْ أضرّ بها الصّدا
يناجيكَ مشتاقًا لك القلبُ والفكرُ
بروح وأفعالٍ على الخيرِ تنطوي
ملكتَ فؤادًا من خلائقهِ الكِبْرُ
سمَوتَ وقَدْ أهدى لك الشَعرُ وحيَهُ
وأصبحَ معتزًّا بك النّثرُ والشّعرُ
وأنسيتنا من يدّعونَ فصاحةً
ففي عالم الإبداع ليس لهمْ ذِكْرُ
وواللهِ ما يلتذُّ سمعي وخاطري
بغيرك مهما زانه العلم والفكرُ
أيا سيّدي لو غبتَ يظلمُ عالمي
ويجلو الدّجى حولي جبينك لا البدْرُ
فكلّ قفارٍ أنت فيها خميلةٌ
وكلّ مكانٍ لستَ فيهِ هوَ القفرُ
أبيتُ معنّى من فراقٍ ولوعةٍ
وفي القلبِ حبٌّ ليسَ يُخْلِقُُهُ الدّهرُ
زَمانٌ تجنّى .. شتّتَ الشّملَ واعتدى
لقدْ حكمتْ أقدارُنَا ولها الأمرُ
لذيذُ الكرى تنفيه عنّي هواجسي
(إذا ما انقضى فكرٌ ألمّ بيَ الفكْرُ)
تعبتُ .. رأيتُ الحبّ وعرًا طريقهُ
وبينَ متاهات الأسى ينفُدُ العمرُ
وكمْ في بُحورِ الشّعْرِ أغرقُ خيبتي
حروفي لحزني بلسمٌ .. بلْ هيَ السّحرُ
بقلمي / رفا الأشعل
تعليقات
إرسال تعليق