غرام وانتقام .. قصة للكاتب نصر سيد بدر طلحه من مصر
غرام...وانتقام
مساء أحد أيام شهر مارس الماضي جلست السفيره وفاء غبريال في تراس الدور العلوي في الفيلا المملوكه لها بأحد الأحياء الهادئه على أطراف القاهره.. وضعت أمامها تورتة عيد ميلاد صغيره ووضعت فيها شمعه واحده اشعلتها للحظات ثم اطفاتها.. اليوم أتمت اربعه وخمسون عاما..لم تتزوج ولم تنجب بعد أن قضت سنوات طوال فى التنقل بين سفارات مصر فى عدة دول أوروبية.. هى من عائلة قبطيه ثريه من أثرياء الصعيد.. عائله لها فروع عديده في عدة محافظات بالصعيد ومازالوا يعيشون هناك.
ظلت السفيره وفاء جالسه مكانها حتى بعد الفجر بقليل وحين دخلت سريرها لتنام كانت قد اتخذت قرارا تنوى تنفيذه في الصباح.. وفي الصباح توجهت إلى وزارة الخارجية بجوار ماسبيرو على نيل القاهره وطلبت مقابلة مساعد وزير الخارجية للشؤون الدبلوماسيه.. وقابلها بترحاب شديد حيث مثلت مصر فى عدة سفارات كما مثلت مصر فى عدة منظمات دوليه.. وحين قدمت له طلبها إنهاء خدمتها .. حاول أثنائها عن هذا الطلب إلا أنها صممت قائله أن لديها ظروف خاصة.. فوافق على الطلب على مضض..وطلب منها المرور على مكتب مدير عام المعاشات لتعطيه اسم البنك والفرع ورقم الحساب الذى ترغب في تحويل مستحقاتها عليه.
وتوجهت إلى مكتب مدير عام المعاشات الاستاذ/ رشدى عبد المحسن..رجل خمسينى ذو بشره بيضاء مشوبه بحمره ذو شعر فضى يتحدث بلباقه وأدب شديد وبعبارات تدل على ثقافة عاليه.. وأعطته وفاء البيانات المطلوبه..وطلبت منه رقم هاتفه لمتابعة مايستجد بشأن مستحقاتها.
وبعد اسبوعين قامت وفاء بالاتصال بالاستاذ رشدى وافهمها بما تم وأثناء المحادثه سمعت صوت موسيقى يأتى من عند رشدى فقالت له .. أنت بتسمع سيمفونية موتسارت؟؟
فقال لها رشدى.. فعلاً ومنذ قليل كنت استمع للسيمفونيه السادسه لبيتهوفن كونشرتو ضربات القدر الرائعه وأن لديه تسجيلات لموسيقى شوبان وموتسارت ولديه اوبرا عطيل وديدامونه وهاملت ودون كيشوت وباليه كسارة البندق وباليه بحيرة البجع.. وطلبت منه أن يتحدثا هاتفيا نظراً لوجود اهتمامات مشتركة إذا لم يؤثر ذلك على وقته مع اسرته.. فقال لها أنه يعيش بمفرده بعد تجربة زواج فاشله في شبابه وأنه يقضى وقته في القراءه والكتابه وسماع الموسيقى..وبعد تكرار الاتصالات الهاتفيه أصبحا يتقابلان في النادى الدبلوماسي أو نادى السيارات.
مع تعدد اللقاءات ارتبطا بوجودهما معا وفاتحها رشدى برغبته في الزواج منها.. فوافقت على شرط الابقاء على ديانتها وعدم تغييرها فلم يمانع رشدى وطلب أن تقيم معه بشقته بعد زواجهما والتى يلزمها بعض التجديدات البسيطه
وفي صباح اليوم التالي استقلت وفاء الطائرة إلى الأقصر ومن المطار استقلت سيارة سياحه إلى منزل عمها وابناء عمومتها ..وبعد وصولها فاتحت عمها برغبتها في الزواج من رشدى عبد المحسن وحكت عن ظروف تعارفهما وأنها ستبقى
على ديانتها.. وبمجرد إنهاء حديثها ثار عمها ثوره عارمه ورفض هذه الزيجه وعرض عليها الزواج من أحد أبناء العائلة
وحين صممت على الزواج من رشدى ..قال عمها أن هذه الزيجه أن تمت فسوف تعجل بنهايتها.. فانصرفت وفاء علي الفور.. وبعد خروجها قال عمها لابنه.. أطلب لى اللواء ناصر
وكان اللواء ناصر هذا ابن عمهم وهو شخص له علاقات نسائية عديدة ومن عدة سنوات دخل في علاقه مع سيده
متزوجه ولها أبناء مما نتج عنه طلاق هذه السيده من زوجها وابتعاد أهلها وأبناؤها عنها .ووجود جفوه بينهم إلى وقت قريب.. ومازال على علاقته بهذه السيده ونساء أخريات.
وحين حكى عمها للواء ناصر عن مادار من حديث مع وفاء واتفقوا على مايتم أن تزوجت من رشدى..قال له ناصر اترك لى هذا الموضوع وأنا اتصرف فيه.
وفي اليوم التالي احضر رشدى المأذون والشهود وتم عقد قرانه على وفاء واقام معها فى الفيلا لحين تجهيز شقته.
وبعد ثلاثة أيام كان هناك خبر تصدر كل الصحف الصباحية
يقول الخبر..
فى ساعة متأخرة من مساء أمس اقتحم عاطل مسجل سرقات متنوعه فيلا السفيره وفاء غبريال لسرقة الفيلا وحين شعرت به السفيره وفاء وزوجها وحاولا الامساك به أطلق عليهما الرصاص من مسدس غير مرخص فلقيا مصرعهما على الفور وأثناء مرور دورية شرطيه سمعت دوى الرصاص وحاولوا القبض على اللص الذي تبادل إطلاق النار مع الشرطة فلقى مصرعه..وقد انتقل الى مكان الحادث اللواء ناصر وقيادات من مباحث العاصمة..كما حضر السيد وكيل نيابة شرق القاهرة قام بإجراء المعاينة لمكان الحادث وتم التصريح بدفن الجثث والتحفظ على مكان الحادث.
....................
بقلم/نصر سيد بدر طلحه القاهرة
تعليقات
إرسال تعليق