وقوف على الأطلال.. قصيدة للشاعر غسان الضمان. من سورية

وقوف على الأطلال :
.......
آس كليم جئت أنعي حيهم .
فوجدت فيه البوم يصرخ ناعقا .
فوجمت مكتئبا حزينا بائسا .
ودمعت والقلب اكتوى وتمزقا .
والضلع مني راجف بشنيجه .
وعلى نعيق البوم يرقص شيقا .
هذا الجدار يسف بعض ترابه .
ولرب تلقى قارضا وعوالقا .
أما فذاك البيت خاو بابه .
ألقاه مهترئا جفوفا مغلقا .
تلك الخيام تراثثت أطنابها .
وتراجفت وبها الخراب تمنطقا .
ورقاء تصدح في نشيج هديلها .
وحزين طير للمصادح أغلفا .
ووقفت ألهث قافيا آثارهم .
وهملت من عيني دمعا حارقا .
سالت دموعي في المحادق حسرة .
وغدوت كالطير الحزين مشقشقا .
وجعلت في كفي أكفكف أدمعي .
والصدر من ترح الفراق تصلقا .
فطفقت أبكي الدار حزنا راثيا .
أبكي الفراق .. على الديار محدقا .
وبدأت أسأل : أين هم قد أربعوا ؟.
فالقلب للأحشاء مني فارقا .
يارحل . أين رحلتم وسكنتم ؟.
يارحل . فيكم ظل قلبي عالقا .
يارحل . قد فتك الفراق بأضلعي .
وغدت ثنايا القلب في محارقا .
هذي الديار غدت يبابا مقفرا .
أضحت بها الغربان طيرا غافقا .
والظاعنون غدوا بكامل رحلهم .
أفلا أرى منهم شريدا فاتقا ؟.
يدلي بدلوه إن أردت سؤاله .
كي أسرج الفرس الأصيل محوصقا .
لأجد في قطع البراري ناشدا .
رحل الأحبة مستميتا تائقا .
يا أيها الوجد المعتق في دمي .
أحرقت في جوفي حشى مترققا .
كم صرت للرحل المهاجر شيقا .
فالغيد كانوا كالنجوم بوارقا .
غيد كما الأقمار في حلك الدجى .
قد كنت فيهم للغرام موثقا .
فكما الرثيث دمى الفؤاد فراقهم .
شطن الرحيل وللمنازل أغلقا .
.......
بقلمي غسان الضمان

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن