وطني بلا جسد. نثرية للشاعر مصطفى الحاج حسين من سورية

* وَطَنِي بِلا جَسَدٍ..*

                   
                 شعر : مصطفى الحاج حسين .

يَسَّاقَطُ وَرَقُ الضَّوءِ
العَتَمَةُ  تَنقَضُّ على دَمِي
فَأرَانِي أُبصِرُ رَحِيلِي
عَنْ مَسَافَاتِي
النَّارُ جُدرَانُ لَهفَتِي
وَالسَّمَاءُ حَجَرٌ فَوقَ جَنَاحَيَّ
تَمتَدُّ بِدَاخِلِي ظِلالُ الدَّهشَةِ
الحَيرَةُ تَشرَبُ نَسغَ جُرحِي
والرَّمَادُ يَقطُرُ مِنْ أحرُفِي
قَصِيدَتِي تَكشُفُ  عَنِّيَ  العَمَاءَ
تُبصِرُنِي خُطَايَ
وَأنا أزحَفُ في عَرَاءِ
أسطُرِي
أكتُبُ  عَنْ ثِيَابِ ضُحكَتِي المَهتُوكَةِ
عَنْ رِمَالِ دَمعَتِي الوَاكِفَةِ
إنِّي أَتَحَلَّقُ حَولَ احتِرَاقِي
أحَاصِرُ هَزِيمَتِي  بِعَوَاصِفِ  الصَّمتِ
أُنَادِي عَلَى أسئِلَتِي
لِأمتَطِي دُرُوبَهَا
وَأنطَلِقُ إلى عُمرِي
لأفُكَّ  عَنهُ القِيُودَ
فَالبَحرُ أطبَقَ على صَهِيلِ صُعُودِي
وَكَانَتِ الخَرَائِبُ تَدُكُّ تَوَهُّجَ الرُّوحِ
إنِّي أُشفِقُ على قَبرِي
حِينَ سَأُضُمُّهُ إلى صَدري
لَنْ يَجِدَ مِنِّي غَيرَ شَذَرَاتِ الأبجَدِيَّةِ
وما تبقَّى مِنِّي نَهَشَتهُ الغُربَةُ
وَطَنِي بِلا جَسَدٍ
سَمَائِي بِلا نَدَى
وَصَوتِي يَرفُلُ بِالأكفَانِ
فَمَنْ يَدُلَّنِي على ذَاكِرَتِي
لأستَرُدَّ مِنهَا  اسمِي 
وَأرفَعَ هُوِيَّتِي عَالِيَاً
بِوَجهِ الحَربِ الرَّجِيمَةِ *.

                         مصطفى الحاج حسين .
                           إسطنبول

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن