مفارقات. قصيدة للشاعر السوري غسان الضمان

 مفارقات :

تعاقبت الهموم عليَّ حتى

تجمَّرت الدموع على خدودي

رحيب دِلاء للأوهام حَلَّت

بأحشائي وزادت في نكودي

فكم من عابر قد طاف حولي

ليقضي ما أراد من التَّلود

وإنْ دانيته وسألتَ شيئا

تخطّى بخله كلَّ الحدود

عثير الحظِّ فيما بين ناسي

ولا مِنْ شيمتي كُثْر الصّدود

أكابدُ للصِّعاب وهم جُناة

وليت تقلَّدوا إرثَ الجدود

فلا مَنْ جاء منهم كي يحابي

ومنهم من تنزّى كالقرود

وَمِنْ سوء الخصال دئيب حقدا

ويُكْثِر للتّنافر والشّرود

ومنهم مَنْ تبرْبَس باحتيال

كثير الظَّن كالوَبْش الحقود

وتسأله الوفاء ولن تراه

رجيحا في الركوع وفي السًجود

حشود من سواد الناس حولي

عليَّ كما النّمور وكالفهود

ويجمع شملهم حقد وغِلٌّ

وما من مؤنس خِلٍّ ودود

وبضع البعض صنع الخير فيهم

وأعلام على رأس الشّهود

فمنهم طيّب سمْحٌ أصيل

ويُجزل للعطاء بلا قيود

فيعطي باليمين بلا حساب

وفي يده الشّمال خزين جود

ومعدنهم كما الذهب المُصَفّى

بترتيل الصلاة وفي الهجود

فلا ترتادهم سوء النّوايا

ولا فيهم مِنَ العفن الجحود

ولا حِقد يكلِّلهم إذا ما

بدوتَ كحاقد حنق حسود

مفاخِرهم تُزيِّنهم ويبقوا

على مَرِّ الزّمان مدى العهود

تجود بذِكْرهم خير البرايا

ولو سكنوا بطيّات النّجود

فهذا ما عرفته في حياتي

بذا أهتمُّ في سرد الرّدود

...............................

بقلمي : غسان الضمان