الرسالة الخامسة. (رسائل العشق الممنوع من الصرف)نص للكاتبة ثراء الجدي من سورية

 الرسالة الخامسة

( رسائل العشق الممنوعة من الصرف )

على سرير ملكك وأنت مرهق تعاتب الفراغ، كيف وحتام كان ما كان؟ ليالٍ من الصحو وأرق الفكرة تلوذ ليحتضر المكان، وثغاء من بعيد وسقام يحفر القلب

 يا سليل الروح طاغوت غير مرئي يسمر في العصب ،ثمرة عجراء تريدها مليئة بالحياة وماذا عن روحك؟ وأنت ما أنت بين شعور وضمير تتلقف الرحمات من أقصى الأرض، فمنذ ولادة تاريخ الحب قبل قرن ونيف من التأملات زرعت بذرة عشق بأرض جرداء قاحلة ، فكنت أترقب غيث غيمة محملة برذاذ مطر ينعش تلك التربة لينضجها ويجعلها أكثر خصوبة وإشراقاً ، فها هي الآن قد نبتت وأينعت وازدادت طولاً، لأرى براعم نقائها تزهر بوحاً وعطراً لتثير شهوتي لاستنشاقها، وملامسة أرجوانية رحيقها الممزوج برحيق شغفي ، وامتزاج حبات التراب برائحة يدي التي طفت على شاطىء بحر آلامي وأحلامي ، في سرمد تيهها الأبدي من غفوة مثقلة بالوهن خلف ظلال زيزفونة ؛ لتعاند أمكنة موحشة من صخب وضجيج أروقة المدن الشاهقة ، لتبقى تناجي حلمك وتداوي صمت جراحك على أبواب السحرة والمشعوذين ، لعل أحدهم عند قراءة خطوط كفك يمنحك بارقة أمل وأنت تعلم بقرارة روحك مقولة :(كذب المنجمون ولو صدقوا) وكعصف ريح مجنونة تتسرب عنوة من فوهة نافذتك وأنت جالس بتلك الردهة المعتمة ، تقتات ضجر السنين الماضية وتنهل من ينبوع مرارة هزيمتك باليوم آلاف الكؤوس، حرقة ونشوة لبريق جنون مريدك؛ فتتشظى حمم الرغبة جيئةً وذهاباً على أعتاب فردوس حضوره.

هناك سينحرف المسار، ويعيد خط الاستواء توازن الأرض من استقامة قامتها وتعرجات تقاسيم جسد شبقها الممزوج بعشتار الأنوثة والخصوبة لتكتمل الأسطورة وتتشظى ناراًبتعويذات أنوثتها الممتدة على  سنابل قمح ذراعيك .

فلم الحزن يصفق في القلب ؟ ففي كل منعطف  ثمة بكاء ،أو غربة ، أو جوع ، أو قهر .

لطالما كنت أرتل أسباب ومسببات اللون الأرجواني في وجه نضر ؛ يقال أنه لزوبعة العشق، وكم من القصائد ماتت بالقلوب وأزهرت تفاصيل الروح بصمت ! فحين أبدأ بالكتابة أهيم بين السطور لأكتب عن أجزاء مبعثرة داخل روحي ، وعن حلم يحررني من ذات الوهم فتلتهم بقراءة قصائدي تلابيب عشقي وجنوني، وأوقد من نار دفء راحتيك شعلة توهجي علّني أطيل عمر الجمر كي ينسى أنه سيصبح رماداً، فهل تصدق أن الحب في حضرة القصيدة حياة قداسة أبدية لتراتيل الشعر؟؟

 

عم مساءاً يا سرة النور .

                  بقلمي/ ثراء الجدي