شهود ليلى.. قصيدة للشاعر السوري حسن علي المرعي

 ...  شُـهُـودُ لَيْلـى   ...


شُهُـودُ  هـواكِ   أفْئِـدَةٌ   بُيـوتُ 

وآلامـي   شَـبـابـيـكٌ     قُـنُـوت


بِظاهـرِ  اسـمِها   شَـمسٌ  ولكنْ 

لِشِـدَّةِ  ما   تُظاهِـرُني   عَمِيْـتُ 


تَنَقَّـلُ ما  سِمعْـتُ  بأنَّ   شَـمسًا 

مِنَ  الشُّبّـاكِ    لِلثّـانيْ    تَفُـوتُ 


ولَثْغُـكِ   لِلبلابِـلِ    كُلَّ    فَجْـرٍ 

وأمـرُكِ    للكواكِـبِ  أنْ  يَبيتوا 


وُعِـدّتُ  وكانَ  مِيعـاديْ   بِلَيْلَى 

قُبيلَ  الفجرِ   والدُّنيا   سُكـوتُ 


وليسَ تَعجُّـبيْ   شَـمسٌ  بِلَيْـلٍ 

فَذلكَ   مِنْ   وضاءتِها   حَتِيتُ 


ولكنْ    مِنْ    بلاغَتِها    شِفاهٌ

إذا ما  قَـبَّـلَـتْ   وردٌ    وتُـوتُ 


تُسافِرُ  مَوجَةً   سَكْرى   بِقلبيْ 

وتَرجِعُ ليتَ ما رَجَعَتْ  يُخُوتُ 


أكادُ  أموتُ  إنْ  مَنَعتْ   لَماها 

إذا ما اليومَ   في غَدِهِ  أموتُ


وأوَّلُ   غَيثِها     كأسٌ   مُعلَّى 

وثاني   ما    تَدلَّى   يَستَقِيتُ 


وثالِثُ    ما  تَنَزَّلَ  مِنْ   عُقودٍ 

تَعَـرَّقَ  يا لهُ   الياقُـوتَ  لِـيْـتُ


تُحـامِينِيْ  فلا  ليلى  سِـواهـا 

وتعلَمُ  دُونَ ما  وعَدَتْ   بَلِيتُ 


فَتَنْهرُ  كوكبَ  التَّأْنِيثِ   عَنِّيْ 

وتسمحُ   لِلَّتي  مِنْها   حَظِيتُ


وتَحْضُنُ  بَدرَها  في كلِّ  ليلٍ 

وتَترُكُنِيْ  على النَّجوى  أبِيْتُ 


فَمِمّا  أجمَعتْ   شِعرِيْ   تَجلَّى 

ومِمّا   غادَرَتْ   مِنِّيْ   شَتيْتُ


ومِمّا   لستُ  أفضَحُهُ    تَثَنَّى 

بِكأسٍ  مِنْ   بُرُودَتِهِ   حَمِيتُ 


أُناغِيْ اثنَينِ مِنْ نَهدَيكِ مَـسًّا 

ولَمْسًا  لَستُ أنسى ما حَيِيْتُ


فآثرتُ  الَّذيْ    يسقِيْ   نَبيذًا 

عَسانِيْ مِنْ لَمَى الثّانِيْ  بَرِيتُ 


ولو  جُمِعَ  الثَّلاثةُ   في  مُدامٍ

غَبِيْتُ   ويا  تَغابِيْ    ما غَبِيتُ 


فَكُلٌّ   قائمٌ    بالكأسِ    رُوحاً 

وكُلِّيْ   مِثْلُهـا   وهْـنًا   سُبِيـتُ 


أأسـتَدنِيْ  سِـواكِ  وكُلُّ    ليلى 

بها  مِنْ  بَعضِ ما تَعطِيْ  فَتِيتُ 


وهلْ في كُلِّ ما اجتَمعَتْ عليها 

كما  عَيْنَيكِ   تَظْلِمُها    النُّعُوتُ 


كفى اللَّيْلاتِ  ما يَسرِقْنَ  وَردًا 

وفيْ   خَدَّيكِ    أشهادٌ   ثُبُوتُ 


أعـرْتِ    لِكُلِّ   عـارِيَـةٍ   ثَـيـابًٕا 

عَلَيها   بَعضُ   آثامِيْ     نَسِيتُ 


بَقِيَّةُ   كأسِ    عَيْنَيكِ   اشتِعالًا

تُغـاويْ  ما تَـبَـقَّى   إنْ  بَـقِـيْـتُ 


الشاعر حسن علي المرعي ٢٠١٨/٥/١٢م 

 

-- اللِّيتُ : صَفْحةُ العُنُقِ


تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

عناق .. قصيدة للشاعر اليمني د. جلال أحمد المقطري

جنون قصيدة للشاعر د. جلال أحمد المقطري من اليمن

مع القافيه .. قصيدة للشاعر د. جلال احمد المقطري من اليمن