درب الهدى. قصيدة للشاعر السوري فادي مصطفى

 درب الهدى 

راقَ المُدامُ إذا يخالطهُ النّدى 

مكنون فجرٍ من مشارقهِ بدا 

والصّبحُ ينسلُ خيطَهُ من عتمةٍ 

والرّوحُ تلفظُ ما يدانيهِ الرّدى 

صِلَتي بأطياف الشّروق تشبَّثَت 

وبمن بحقٍّ حقّهُ أن يُعبَدا 

صَفَتِ النّواظرُ رغم أدران الورى 

والقيس يرسمُ عشقَهُ قبل الصّدى 

فجَنَيتُ من ثقتي بربّي راحتي 

وحظيتُ من أعتابهِ هذا الهدى 

خمر الصّبابةِ في الوصولِ لنورهِ 

وسعيدُ حظٍّ من بمرجعهِ اقتدى 

ومناهل الأعلامِ في كتبٍ رَوَت 

عطشي وما راحت بأقوالٍ سُدى 

فنشرتُ منها ما يطيب بخافقي 

ليكون منها في الفيافي معبدا 

زمنٌ فقيرٌ لن ترى من يحتذي 

إلّا قليلاً من يُداني الأوحدا 

فعلومنا عند الكثير رخيصةٌ 

وثمينةٌ فيمن يوالي أحمدا 

كتب العليُّ وصيَّةً بكتابهِ 

جودوا بعلمٍ تغلبون بهِ العِدا 

ولتكتموا عمّن يشكُّ بعلمكم 

درب الهداية صار عنه الأبعدا 

ليست خمور السّكْرِ مقصوداً بها 

هذا المُدامُ ولم يكن فيها المدى 

درب الولوج إلى السّعادةِ واحدٌ 

فيه الطّهارةُ يا أخي مثل النّدى 

بقلمي فادي مصطفى