دموع الحقيقه. قصيدة للشاعر السوري فادي مصطفى

 دموع الحقيقه 

فاضت على سيل الدّموع حقيقه 

والعين تشهد والقلوب رقيقه 

أمٌّ تدثِّرُ طفلها في رمشها 

وأبٌ يكابد والجراح عميقه 

الزّهر ينزف والعروق تكبّرت 

أوَلم تكن هذي العروق شقيقه 

ما طار طيرٌ من مكامن فقرنا 

إلّا له عند العروش وثيقه 

سوداء صارت كل آمال الورى 

والنّاس تعلم والرّياح عتيقه 

حفروا المجاري كي تناسب سيلهم 

أيخون من كتب العهود صديقه 

الله أعلم كم دماءٍ ضرّجت 

علم الولاية كي يزيد بريقه 

من كان يعرف دربه بجموحهم 

وضعوا الغشاوة كي يضلّ طريقه 

أنا مدركٌ أنّي بدربٍ شائكٍ

والنّار تحرق من يداه طليقه  

لكنّه قدري ونصّ رسالتي 

يقضي بأن تغدو الصّعاب رفيقه 

إنّي رسول الأبجدية للهوى 

والوحي يأمر أن أشيد حديقه 

لم يبق في هذي البلاد أماكنٌ

حتى يلاقي من يحبُّ عشيقه 

ماذا لنا غير القبور وبؤسها 

وسهام غدرٍ في النّحور دقيقه

وغيوم وعدٍ ماطرٍ بسمائنا  

والأرض نالت بالوعود حريقه 

كنّا سمعنا صوت جعجعةٍ ولم 

نشهد طحيناً والعباد بضيقه 

لو راح زيدٌ جاءنا بمكانه 

ربطات عنقٍ والثياب أنيقه

لكنّما تحت الثياب حثالةٌ

لا شيء إلّا أن يزيد نهيقه 

قد جاء أمرٌ في محاسبة الهوى   

كم مرّةٍ سبق الزَّفير شهيقه 

في كلّ يومٍ ترتقي ثرواتهم 

فشفيق مات وفي السُّجون شفيقه 

من ذا يحاسب ثعلباً في غابةٍ

فالكلب حتماً لن يعضَّ شقيقه  

من كان يبحث عن مظالم في الدّنى 

هذي بلاد المسلمين غريقه 

أمّا بلاد الكافرين فقد غدت 

من فضل علمٍ بالسّلام عريقه 

ونفير أرض الصّالحين بجهلهم

بين الجوامع للدِّماء مريقه  

أسفي على أرضٍ تعذّر ربطها 

والرّبط يكمن في حروف وريقه 

كان الغراب معلماً في جدِّهم 

والآن باتوا يلعنون نعيقه 

هذي الحقائق والأسى يجري بها 

والرَّكب يمضي والدُّموع حقيقه 

بقلمي فادي مصطفى