لحظات تمرّ. نص نثري للأستاذة منى غجري من سوريا

 لحظاتٌ تمرُّ

تمتلكك أوقاتٌ تشعرُ بها أنَّك ملكتَ الكونَ عِشتها حقيقة ..لحظاتٌ تمرُّ تبقى مع نفسكَ هائماً بالوحدةِ

الرَّغيدة والحبِّ ومتاع الحياة  تعشقُ تفاصيل كُلَّ مافيها ترتقي بروحِكَ إلى مافوق َ السَّحاب .

تُنازع الموتَ لأجلها تخترقُ قوَّة نارِ الشُّهب رغم ارتفاع درجة حرارتها، لاتسمح لأي شيء أن يقفَ عائقاً أمامها في لحظة غضب أو زعل  أو أسلوب غير مريح يمكنه أن يَسلبك السَّعادة التي تركن داخل القلب ترى فيها كلَّ طيبة ووئام رغم أنَّ الكثيرَ منها غير مجدٍ أو مرغوب.

تستيقظ فيك كُلَّ مشاعر الاستلطاف والأحاسيس الجياشة ، وكأاااانَّك  تجلس في حديقة مزروعة بزهور الزنبق والحبق والمنثور، فتحاول جمع كُلَّ مافيها من رحيق وصنع العطر  والمسك والرَّوائح النَّدية الجذابة. 

ولكن ما أن تستقر على ذلك الوقت واللحظات  تأتيك كلمة غير محسوب لها حساب تنتزع منك ثوبَ  الانتعاش الذي عشته  تقتلعه من جذوره  من داخل الفؤاد تخيط بهذه الكلمة آلاف العبارات بينك وبين نفسك  وتفقدك الشَّعور  وكأنك أصبحتَ في ثلاجة الموتى تجمدت وانشلَّ تفكيرك وباتَ عاجزاً وصُبغ بلون السَّواد ..... لماذا لست أدري ؟؟؟

هل هو ضعف بالتفكير  أم أنِّه حقيقة مُرَّة تستفزُّ العقل والخيال وتربكك وتجعل ظاهرك وباطنك قيد الاشتعال وتقودك إلى وادٍ  عميق ليس له نافذة للتنفس تختنق بداخله وتستنشق هواءً رائحته غيّر أوكسجين الحياة ياللهول !! كم كُنا بخيالنا واسعين ولم نكترث لِما بعد تلك اللحظات التي عشناها أثنائها

قبل ترك هوانا يسرح ويمرح ففاض عن نبعه حتى سكب مفيضه وسار كما 

أسميته وادي الذئاب...

بقلم.     منى غجري