رثاء الشاعر /مظفر النواب/قصيدة للشاعر السوري غسان الضمان

 رثاء الشاعر ( مظفر النواب  ) :

----------------------

لقد فقدناك فقدا لا رجوع له

وكنتَ قدوتنا جَهْرًا وتأويلا

لقد فقدناك فقد الأم لابنتها

من المحاجر يجري دمعنا سيلا

مُظَفَّرٌ كُنتَ فيما بيننا هَرَما

وكم لنا من حديث عنك قد قيلا

قد كُنتَ تقفي ولم تأبه لنازلة

ولم تحاول لنسج الشِّعر تقصيلا

ميزان شِعرك معدول ومكتمل

عَدَلْتَ شِعرك في الميزان تعديلا

قدحتَ في أُمَّة ذَمّا ومهزلة

ولا تركتَ لها في الرّدّ تعليلا

نهست في كَلِم التّرذيل أقبحه

ولا ذكرتَ لهم في العدل تسهيلا

ورحت تقدح أرذالا وما برحوا

ما بينهم يدرسون القال والقيلا

حتى ولا معزة عافت محافلهم

في وصف حالتها جَمْلا وتفصيلا

ما قاله العُرْب في توصيف معزتهم

لم يكفِه دفتر شرحا وتحليلا

إن ذا يقول لقد بالت معيزتنا

أجاب أخر هذا ليس تبويلا

لننظر الأمر رُبَّ اليوم بولتها

أو كان مِنْ بَعْدِ كي نحييه ترتيلا

ذكرتَ ذا في بُطُون الشِّعر مِن زمن

ولا ذكرت لهم في البحث تجميلا

بل كُنتَ تهوي عليهم شبه صاعقة

أثقلتهم بفعال الذُّلِّ تثقيلا

حفرتَ في وجه مَنْ ذَلّوا ومَنْ خضعوا

أُخدود قبح لهم .. لا ، لم تكن ذيلا

ظلَلْتَ تعلو لصهو الحرف ممتشقا

سيف القصيد وتعنى فيه تقبيلا

نأيتَ عَنّا وها نرثيك وا أسفا

قد كنت أفضلنا ذكرا وتفضيلا

يارحمة الله حُلِّي لحد شاعرنا

وما علينا سوى للقبر تقبيلا

....................................

بقلمي : غسان الضمان