فزعتُ الكأس قصيدة للشاعر غزوان علي

 (( فزعتُ للكأسِ ))

فزعـــــتُ للكأسِ والأنغـــــامِ مصطبحا

     إذ لاحَ طيفكُمُ من بعدمــــا نَزحـــــــــــا

فقلتُ أهلاً بطيفٍ جـــــــــــاءَ يُسعفُني

       في كفِّهِ الشَّمسُ منها اجتدي الفرحـــا

قبَّلتُهُ فَرَحــــــــــاً ملقى بساحـــــــــــتِهِ

       واهتزَّ بي كلَّ عرقٍ نابضٍ مَرحــــــــــا

واستنزفَ الشّوقُ اجفــــــــاني فأرقني

     لا أرقَّ اللهُ من في دمعِـــــــهِ سَبَحــــــا

قد برَّحَ الوجـــــــــدُ بي تبريحَ ذي ولهٍ

    فليسَ يخبو سعيرُ الوجـــــــــدِ ما لفَحا

أغصُّ بالمــــــــاءِ لو بي مرَّ طيفكُــــمُ

      وتشهقُ النَّفسُ لو بي ذكركُم سَنَحـــــا

إنّي حليفُ الهوى إنْ جدَّ وصلكـــــــــمُ

     شربتُ دمعي وعفتُ الكاسَ والقدحـــا

ما يطلـــــعُ الليلُ من نجمٍ ومن شهبٍ

      إلاّ ومن مقلتي كانتْ لهُ رَشَحـــــــــــا

والبرقُ ما شاقني في السّحرِ ملتمعـاً

       إلاّ ومن زفـــــــــرتي قد شعَّ واتّضحا

لا تعذلــــــوا قلبيَ الهيمان من طربٍ

      فالكأسُ قد باحَ بالأسرارِ وافتضحـــــا

ويلهبُ الكأسَ شوقي حينَ أرشفــــــهُ

   الويلُ للكــــأسِ في كفّي إذا قدحــــــــا

أهوي على الرّاح مشغوفاً بلذّتِهـــــــا

      ما أزرتِ الخمرُ من في شأنهِ افتضحا

مهما أتى الّناس من عذلٍ ومن سفهٍ

     فما أبالي بلاحي القوم كيفَ لحــــــــا

دعوا المــــــــلامَ فذي روحي متيّمةٌ

       قـد مسـَّهــا الحـــبّ بالأنوارِ واتّشحا

لا تعجبوا من حــديثِ الصّبِّ منتشيًا

       فما على الصّبِّ من ذنبٍ إذا شرحـــا

يامن رأيتم غرامي في الهوى شططا

     غيي لنفسي ومنّي القلبُ قد جَمحــــا

أقسمــتُ بالرّاحِ ماغنّتْ مطوّقـــــــــةٌ

       إلاّ وكنتُ صريعَ الكأسِ مطّرحــــــــا

..............

شعر ورسم غزوان علي