فخر. قصيدة للشاعر السوري غسان الضمان

 فخر :

ماكنت للغدر بالسّالي  ولا النّاسي

حزني كتمتُ له عن أقرب النّاس

لولا الشّجون لما غرّدتُ قافيتي

ولا اليراعُ نضى شِعرا بقرطاس

ولا نثرتُ على الأسماع مِنْ دُرَري

ولم يُثِرْ قلمي مكنون ألماس

لولا المودة ما أعلنت عن كَدَري

ولا نظمتُ لأشعاري بإحساس

أقفي أناسا وطيْبُ الخُلْق مِنْ شيمي

أكادُ أحسبهم رهبان قُدّاس

وأشْعَرُ النّاس إنْ شَحَّت موارده

فليس أُخذَل مِنْ شحٍّ وإفلاس

أبني على قلل الأجبال قافيتي

والبعضُ يبني خياما فوق أكياس

بحْرٌ خضمٌّ إذا أسرجتُ قافيتي

غوارِبُ الشِّعر فاضتْ فوق كُرّاسي

أغدو وأمتشق الصوارمَ قافيا

وأعود منتصرا والشِّعْر متراسي

فإنْ سَرَجتُ قريضي أمتطي نَمِرا

صِنوي كُليبٌ ولن أرضى بجسّاس

مَنْ يقْسُ في مَحفل في الحال أصرعه

مِنْ بحر شِعْري ولا مِنْ قَطْر بالكاس

فالصّخر أطرقه في الشِّعْر أطحنه

وأُشْعِل الحرب بين الجان والنَّاس 

وفي الرَّواح أدورُ الحيَّ مُنتشيا

يُمْنَى اليدين لها أُعلي بدِرْفاس

ورغم ذلك إنّ الطّيْب من شيمي

مُعاتِبا رُحْتُ أقفي ليس بالآس

سبعون عاما وحُسْن الخُلْق يشملني

ما كنتُ يوما حقودا بين جُلّاسي

فلن أكونَ قَسيّا في معاملتي

ولن يُحرّكَ جمْرَ البغض مقباسي

خُذِلتُ يوما ولن أنسى مُكابدَتي

شُدَّ الوثاق على جيدي بأَمْراس

فما نَسيتُ وقهر النَّفْس أَكْبُتُه

ظللتُ أَقفي قريضي كابن مِرْداس

لم أَهجرِ الشِّْعر إنّ الشِّعْر مَفْخَرة

لِمَنْ أراد بناء فوق آساس

إنِّي خليق بأَنْ أُعْلي منابِرَنا

ولنْ يقيس بغير الطّيب مِقياسي

..........................................

بقلمي : غسان الضمان