ياعيد .قصيدة للشاعر السوري غسان الضمان

 ياعيد :

ياعيد أكتب والأوراق أحرقها

والدّمع سال من العينين منبثقا

العين تبكي وقلبي كَلَّ من ألمي

ياعيد إنّ فؤادي والحشا احترقا

كنّا ندور على الأحياء في فرح

وما لبسنا على أجسادنا خُلَقا

واليوم صرنا ندور الحيَّ في خجل

ونرتدي من رثيث تالف خُرَقا

فلم نجد في زوايا الحيِّ من رغد 

لكنْ وجدنا غراب البين قد نعقا

بالأمس كنّا نحاكي النّاس فرحتها

واليوم صار لدينا العذر مُخْتلَقا

وكلّ منّا يخوض الموج منتحبا

بيمِّ بؤس من الأحزان قد غَرِقا

ناهيك أنّا نعاني من قذى زُمَر

لعابها جامع للشّرّ ما بُصِقا

وكم عجاف من الأعوام قد ثقلت

على بلادي كأنّ السّعدَ قد حُرِقا

أطفالنا كفراخ الطير لاهية

لاتعرف الغِلَّ والأحقاد والحنقا

فالطّير تسبح في الأجواء خافقة

أجناحها فرحا والسّرب قد حَزَقا

ونحن نطوي كما في القَرْس أنفسنا

ولا نقي الجسم برد الجوع والودَقا

فما قريب لنا قد زار منزلنا

ولاغريب وفيٌّ وعده صدقا

أبناؤنا شرعت تغفو على مضض

وليس في الحيِّ يوما من لنا رمقا

أطفالنا يئست والجوع أنهكها

عيونها جمدت .. قد أدمعت غدقا

لنجلب الخبز أطراه ويابسه

رحنا نجوب خفايا الحي والطّرُقا

يا مالك الملْك كان العيد يجمعنا

واليوم منّا سرور  العيد قد سُرِقا

يامالك الملك ندعو من خوافقنا

ألّا يظلّ علينا الضّنك ملتصقا

ياربّ هبنا رغيد العيش في غدنا

فمن لدنك صغير الفرخ قد رُزِقا

ربّاه نرجوك أن تبقى المعين لنا

ولا تدعنا نعاني قلب قد صُعِقا

فيك الرّجاء يعمّ الخير في وطني

عسى وننسى هموم القلب والقلقا

رحماك ياربّ تنجينا بمغفرة

فكلّنا برجاك اليوم قد نطقا 

...............................................

بقلمي : غسان الضمان