عودوا لها وتوحدوا .قصيدة للشاعر السوري محمد قاسم أبو ثائر

 عودوا لهاوتوحدوا:

حبي لها لورودها وسهولها

والبعد أنهك منيتي ورجائي

ضاعت أمانينا التي قد خلتها

يوماً ستنهض رغم كل جفاء

فاستمطرت أحلامنا أوجاعنا

وتنفّست في حرقةٍ أجوائي

قلت اصبري يانفس إني عازمٌ

أن أوصل الأحلام للجوزاء

سأعود صبَّاً طالباً لوصالها

وعلى روابيها يحطُّ ردائي

لأقبِّلَ الأرض التي كانت لنا

يوماً كغيثٍ دافقٍ بسمائي

هيَ أمُّنا الثكلى على أولادها

دوماً تقدم دون أيِّ عناء

تبكي علينا بالصباح وبالضحى

وبليلها كم قلَّبت أشيائي

حتى بيادرنا التي قالت لنا

كنتم كطفلِ الزرع في أحشائي

عودوا إليَّ تنعَّموا بغلالنا

ولتشعلوا الأنوار بالظلماء

فبدونكم لا صبح يطلع بيننا

ونتوه كالغرباء بالصحراء

ولسيفكم شدُّوا الرحال وهمهموا

فالغاصبون تمكَّنوا بالداء

لاخير في شعبٍ ينام مسالماً

وعدوَّه يغريه بالإشفاء

لا حكَّ جلدك مثل ظفرك يافتى

ثوب الكرامة لا يُحاك بماء

من شرقنا وجنوبنا وشمالنا 

عَطَشُ الحمائم دون أي رواء

فتوحدوا ياقوم حُبَّاً يُنجِنا

نبني سياج الدرب بالحكماءِ

فالحقد لا يبني القلاع بمنعةٍ

بل إنَّه يفضي إلى الرمضاءِ

محمد قاسم أبو ثائر:9/6/2023