محاكاة إنعام صيام. قصيدة للشاعر السوري د.زعل الغزالي

 🌹 محاكاة إنعام صيام🌹 

باقٍ على أرضي برغم أنوفهم

ماضرّني من خانَ أو من باعا 

القدسُ قدسي جوُّها وترابها

وأنا المرابط لن أقايضَ باعا 

أورثتُ أطفالي نقيَّ سلالتي 

وجعلتهم بين الذّئابِ سباعا 

تأبى رجالي أن تعيش بذلَّةٍ

هجمَت على البغي المريرِ تباعا 

قد ودَّعوا أهلاً ورامُوا مجدَهم

لكنَّ قلبي لا يُطيقُ وداعا 

لا موتَ يُخشى عندهم ومنيَّةً

عن قدسنا قد أشبعوه دِفاعا 

في شهرِ تشرينَ الأباةُ تقحَّموا

طوفانَ أقصى في الورى قد ذاعا 

خاضوا حروباً لم يهابوا ميتةً 

خوفاً أشاعوا في العدوِّ مشاعا 

لم يرتضوا لبسَ الحريرِ بذلّةٍ

هجروا المنازلَ والهوى ومتاعا 

فرَّت طغاةُ الأرضِ خشيةَ بأسِهم

خاضُوا غمارَ معاركٍ ونزاعا 

صالت سيوفُ الحقِّ دكَّت حصنَهمْ

أسروا جنودَ الظُّلم يا مُلتاعا 

رفعوا بيارقَ عزَّةٍ وعزيمةٍ

ساروا إلى دربِ النِّضالِ سراعا 

ليحرِّروا القُدسَ الشَّريفَ بعزَّةٍ وأذانُ أحمدَ يقرعُ الأسماعا 

تاللهِ لم نسمَع بمثلِ فِعالهِمْ

ملؤوا بفيض شجاعةٍ أصقاعا 

واللهُ ينصرُهم على أعدائِهم

فقلوبُهم لإلههم قد ساعا 

أرنو إلى تلكَ السُّهولِ وتلِّها 

لنعودَ يوماً أرضَنا زُرَّاعا 

ما ضرّني لو كان حقدٌ فوقها 

من يزرع الدُّنيا غدا طلًاعا 

عاشَت حماسٌ عاشَ فتحٌ واعتلى 

سحقاً لمن أضحى بنا طمَّاعا 

بقلمي د.زعل طلب الغزالي