ماهي إلا أيام 2023. نص للكاتبة السورية منى الغجري

 ماهي إلا أيام(( 2023))

تسابقنا لاستقبالها وها نحن اليوم نستعد لوداعها هكذا هي الحياة لكلِّ بداية نهاية مثلها مثل العمر  يُخلق الإنسان طفلاً ثمَّ يترعرع ويصبح شاباً راشداً حتى ينتهي المطاف به بمرحلة الكهولة فيغادر بلا عودة. مثلها مثل اليوم يطلُّ الفجر منادياً الصَّباح ثمَّ يتابع لسيتقبل نور الشَّمس وينحسر تدريجياً مصافحاً غروبها ليلتحم مع الليل. 

مثل الفصول ومناخها في حرِّها وبردها وربيعها وصيفها،

سنة ألفان وثلاثة وعشرون  ستودعنا خلال أيام قليلة راحلة بكلِّ تفاصيلها وصورها وأحداثها، وأمنياتها وأمانيها،  تاركة خلفها ذكريات منها رافقها الشَّجب شديدة الألم  تمايلت الأرضُ واهتزت  أبكت  وبكت  ومنها المنشودة سعيدة النَّغم غنت ليالي السهر،  حكايات تثرى وترثى ، وكلٌّ منّا له فيها قصص تقصُّ وتروى  تخلد في الذاكرة لمدى من الزَّمن.

ستغادرين بكلِّ طقوسكِ  وفصولكِ وأيامكِ وشهوركِ،  بمركِ وحلوكِ ، 

 كما سنغادر يوماً ما نحن هذه الدُّنيا الفانية  وتقفين محنطة إلى جانب أَخواتك السابقات، ترافقيهم إلى أسرَّة الموت الأبدي وتبقى الأجيال تتداول مجرياتك للأبناء والأحفاد، 

هي ظاهرة كونية لا مفر منها تأتي ثمَّ ترحل تأتي بما ارتدت وتنتهي بما جنت

 في ختامك الأخير أعلنتِ الإستلام  لتُلقِي عن ظهرك حملاً ثقيلاً على مدار ثلاثمئة وخمسة وستون يوماً .

     

الصَّفحات قُرأت كاملة عرفنا ماجرى امتلأت بالسِّطور العابرة لكلِّ المجريات.

والكلمات خطَّت بما تعي، 

اللهم أختم هذا العام بخير الأعوام سعادة وفرحة تغير الحياة من حال لحال واجبر القلوب بكرمك وعطفك ياأكرم الأكرمين

 وداعاً سنة 2023  كل عام والجميع بخير

                      ،، بقلم منى غجري،، 26/12/2023